يترقب الوسط الرياضي بحماس كبير الليلة نهائي النسخة رقم 45 لبطولة كأس الملك بين قطبي المشهد التنافسي في الملاعب السعودية في السنوات الأخيرة الهلال والنصر، الفريقان اللذان على ما يبدو سيستمر تقاسمهما للمشهد البطولي فترة زمنية أطول. غياب مؤثر: لا يقتصر تأثير غياب عبدالله المعيوف على من سيقف بين الخشبات الثلاث وكيف ستكون ردة فعله وثباته في التصديات، بل يمتد للتأثير وبوضوح على طريقة لعب الهلال وخروجه بالكرة من الخلف، في المباراة الماضية كان الهلال يخسر كرات كثيرة كلما اضطر للعودة لحارس مرماه من أجل البناء والتدرج بالكرة، جودة المعيوف بالكرة وقراراته ودقة تمريره تمثل ثقلا فنيا كبيرا، وغيابه يقلل من خيارات الهلال في البناء ويحفز فيتوريا لرفع منطقة افتكاكه لملعب الهلال وبزيادة حدة الضغط الذي بالتأكيد سيكون أعلى في النهائي بالنظر لحجم المباراة وأهميتها للنصر. ظهور أول خادع رقمياً: نجح حبيب الوطيان في اجتياز الاختبار الأول بشباك نظيفة، ولكن من يدقق النظر في تفاصيل المباراة سيجد أن الوجه الجديد على حراسة الهلال عانى في ثلاث نقاط مهمة، حبيب كان سيئ في تكنيك التصدي للكرات ومعظم التسديدات التي تلقاها احتاج للتصدي لها على دفعتين رغم سهولة كثير منها، أيضا الوطيان لم يساعد فريقه في الكرات العرضية لأن قرار توقيته بالخروج فيها كان غير جيد، وأخيرًا ظهر بشكل متردد في الخروج من مرماه والربط مع المدافعين والقيام بدور الليبرو، نهائي بهذه القيمة قد يشكل نقطة انطلاق لحبيب لو تجاوز نقاط ضعفه ونجح بمساعدة فريقه بالفوز باللقب، ولكن في المقابل سيكون مؤذيا معنويا بشكل كبير له كبداية إن لم يكن على مستوى الحدث. تقنية عالية بالكرة وأفكار أقل حدة: لا يوجد فريق في دورينا يشابه الهلال في تقنية لاعبيه بالكرة وتدرجهم بها من ثلث لثلث ومعدل صناعتهم للفرص بسلاسة تامة وهذا له أسبابه المتعددة ومن أهمها بخلاف الجودة العالية، انسجام هذه المجموعة واستمرارها فترة طويلة معا، تقنية الهلال هذه لا يعرقلها سوى تراجع حدة الفريق في كثير من مبارياته عندما يقرر مدربه اللعب خلف الكرة والاعتماد على التحولات، هذا الأسلوب بقدر ما يقلل زخم الهلال هجوميا هو يظهر عيوبه دفاعيا لأن معظم لاعبيه يعانون من دون الكرة في التنظيم أو المواجهات الثنائية. عودة مؤثرة: قيمة سالم الدوسري لمنظومة الهلال ليست كفعالية هجومية (صناعة وتسجيلا) فحسب، تكتيكيا سالم قطعة مهمة جدًا في تشكيل الهلال بوعيه والتزامه مع ياسر الشهراني دفاعيا، وبسرعته ومهارته في التحولات، وحتى بقوته في الصراعات الثنائية، تفاصيل فنية كثيرة يفقدها الفريق بفقدان سالم بالتالي عودته هي معطى مهم في المباراة. شكل جماعي مفقود ولكن بأفراد مؤثرين: بالنظر لجودة الأدوات المتوفرة النصر يقدم كرة أقل بكثير من المتوقع والمأمول، الفريق هجوميا على وجه الخصوص من دون فكرة واضحة ومعظم وصوله هو راجع لقدرات فردية كبيرة للاعبيه تحديدًا الأجانب، تفوقهم في الصراعات الثنائية وشراستهم وكسبهم لمعظم الكرات الثانية هو حل النصر الأهم هجوميا. رسم 4-3-3 أو 4-2-3-1: إذا كانت الأمور في الهلال واضحة ورازفان لوشيسكو يبدأ كل مبارياته بنفس الرسم 4-2-3-1 فهي في النصر على النقيض، فخيارات النصر في الفترة الصيفية كلاعبين أجانب ومحليين دفعت فيتوريا للتحول لرسم 4-3-3، الإبقاء على بيتروس كلاعب 8 مع قدوم الصليهم الذي يشغل نفس المركز جعل فيتوريا يبدأ أكثر من مباراة بالاثنين معًا ك Double 8 وخلفهم إما الخيبري أو الحسن، زد على ذلك أن الثلث الهجومي فقد أجنبيا (أحمد موسى) لحساب ظهير أيسر (كيم جون سو). التمرس والثقة أم الشك والضغوط: في الهلال الحالة المعنوية مرتفعة والفريق متمرس على مباريات من هذا النوع ويملك ثقة كبيرة، لكن هذه الثقة سلاح ذو حدين إن تحولت لتراخٍ وحدة أقل، في المقابل النصر مثقل بضغوط كبيرة لكنه يملك لاعبين بشخصية فنية قوية وكل هذه الضغوط قد تتكسر في المباراة لو نجح في التقدم بالنتيجة وتسجيل هدف السبق، ولذلك هي مباراة عمليا مفتوحة على كل الاحتمالات وتقبل سيناريوهات عديدة. تشكيل الهلال المتوقع تشكيل النصر المتوقع