للعام السادس على التوالي سنجدد الولاء والعهد والوفاء. فقد صادف الأربعاء الماضي مناسبة مرور ستة أعوام على تولي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود -حفظه الله- مقاليد الحكم ملكًا للمملكة العربية السعودية، ونحن نفخر بهذا العهد الزاهر الذي يؤرخ لفترة حاسمة شهدت إنجازات ومشاريع ضخمة ساهمة بشكل مباشر في دفع عجلة الاقتصاد، وبعد ستة أعوام من المواقف المشرفة الحازمة التي قام بها وسمو ولي عهده الأمين -حفظهما الله- على الصعيدين العربي والعالمي، حقٌّ على كل أبناء الوطن شيوخ ونساء ورجالات أن يجددون العهد والولاء عرفانا وتقديرا لكلِّ الإنجازات منذ بايعناه حفظ الله وأدام عزَّ هذا الوطن العظيم، وبارك بالمملكة قيادة وشعبًا، لقد عشنا جميعا ست سنوات شاهدة على طفرة واسعة في كافّة الأنشطة التي تواكب التكنولوجيا الحديثة التي غزت العالم، والتي لم تتوقّف عند التطوير الداخلي فقط بل تعدتها إلى إنجازات خارجية عززت من وضعنا على الصعيدين الإقليمي والعالمي ما يجعل العديد من الدول تسعى لإجراء التوأمة مع المملكة، ويأتي ذلك في شكل اتفاقات وتفاهمات من شأنها إثراء الاقتصاد الوطني غير النفطي. ونحن سوف نشهد تسليط انظار العالم في مناسبة تاريخيه يوم السبت والأحد القادمين في الرياض عاصمة وحاضنة العرب ترأس القمة الافتراضية لمجموعة دول العشرين G20 التي تستضيف اعمالهاالمملكة، وقد أجرى جلالته منذ تولّيه الكثير من الزيارات الخارجيّة للتباحث مع زعماء الدّول وتعزيز أطر التعاون بحنكته المعهودة منذ كان أميرًا للرّياض ووزيرًا لوزارة الدّفاع ووليًّا للعهد؛ فتكاملت الخبرة مع الرؤية الشبابية الطموحة لسمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، والتي طرحت لنا العديد من المشروعات الكبرى منها مشروع مدينة نيوم، والذي يمتدّ بين ثلاث دُول هي: المملكة العربية السعودية، ومصر، والأردن، لقد سعى -حفظه الله- دون كلل لتصحيح الصورة النمطية التي رُسّخت في أذهان العالم عن المجتمع السّعودي، والتي روجت لها الدول المعادية على مدار عقود، ونجح بفضل وتوفيق من الله في رسم صورة جديدة بمثابة مرآة للمملكة الحاضنة الكبرى للعالمين الإسلامي والعربي، وراعية المسلمين والمدافعة عنهم في المحافل الدولية، والحامي للأمن القومي العربي بوقوفها حائط منيع لدرء التدخلات الخارجية. ثم جاءت حزمة الإصلاحات الاقتصادية ضمن الرؤية 2030، وبرنامج التحوّل الرقمي، والمكاسب التي حققتها المرأة، ومحاربة الفساد، وكذلك بتطوير الحرم المكّيّ وتكملة المرحلة الثالثة، وتعزيز مجالات البتروكيماويات من خلال تحديثه، وتطوير حيّ الدّرعية، وتدشين مُتحف تاريخ العلوم والتقنية في الإسلام. وعلى الرغم من جائحة كورونا التي ضربت العالم أجمع، إلا أننا -كما أوضح سمو ولي العهد سدد الله خطاه- وبشكل نسبي مع نظرائنا في مجموعة العشرين، فإننا نعدُّ أحد أفضل 10 دول في التعامل مع التبعات الاقتصادية لجائحة كورونا في مجموعة العشرين. ونحن نحتفل بمرور ست أعوام على تولي خادم الحرمين الشريفين مقاليد الحكم ملكاً فإننا في ذات الوقت نشكر الله على ما تشهده المملكة من النماء والنهضة الشاملة في ظل القيادة الحكيمة متمنين لوطننا الحبيب مزيدا من الامن والامان والاستقرار والازدهار، نعم شعب عظيم، هو شعب المملكة، حباه الله ملكاً عظيماً، وولي عهدٍ متطلع طموح. نفخر كسعوديين ونتباهى بهذه القيادة الفذة، ونتطلع لخير قادم مزهر لأجيال تتبعها أجيال ستقف قارئة لتاريخ سطر من أفعال مضت بشعب المملكة للمستقبل برؤية ثاقبة وقيادة حكيمة.