قُتل ثمانية أشخاص على الأقل السبت في العاصمة الأفغانية كابول التي هزتها سلسلة انفجارات قويّة نجمت خصوصا عن صواريخ سقطت بالقرب من المنطقة الخضراء التي تضم سفارات ومقار شركات دولية. وأكد الناطق باسم شرطة كابول فردوس فارامرز أن الانفجارات نجمت عن "صواريخ". وسقطت الصواريخ في أجزاء من وسط وشمال كابول، بالقرب من المنطقة الخضراء شديدة التحصين التي تضم سفارات ومقار شركات دولية ومناطق سكنية أخرى. وقال المتحدث باسم وزارة الداخلية طارق عريان "أطلق الإرهابيون 23 صاروخا على مدينة كابول". وأضاف "استنادا إلى المعلومات الأولية، قتل ثمانية أشخاص وأصيب 31 آخرون" بجروح. وقال المتحدث باسم حركة طالبان ذبيح الله مجاهد صرح أن الهجوم الصاروخي في مدينة كابول لا علاقة له بنا، وأضاف "نحن لا نطلق النار بشكل أعمى على الأماكن العامة". من جهة أخرى، ذكرت وزارة الداخلية أنه تم الإبلاغ عن انفجارين "لقنبلتين لاصقتين" في وقت مبكر من صباح السبت، وقع أحدهما في سيارة للشرطة، مما أسفر عن مقتل شرطي وجرح ثلاثة آخرين. وتأتي هذه الانفجارات قبل اجتماع وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو مع مفاوضين من حركة طالبان والحكومة الأفغانية، كل على حدة حيث تجري الحكومة الأفغانية وطالبان مفاوضات سلام منذ سبتمبر. وتشهد أفغانستان في الأشهر الأخيرة موجة عنف مستمرة أسفرت عن سقوط ضحايا في جميع أنحاء البلاد. وكانت حركة طالبان تعهدت بعدم مهاجمة المدن بموجب اتفاق الانسحاب الأميركي. لكن حكومة كابول حملت الحركة أو وكلاءها مسؤولية هجمات أخرى في كابول. وأعلنت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) خلال الأسبوع الجاري عن انسحاب حوالى ألفي جندي من أفغانستان لتسريع الجدول الزمني المحدد في اتفاق تم توقيعه في فبراير بين واشنطن وطالبان ينص على انسحاب كامل للقوات بحلول منتصف 2021. ووعد الرئيس الأميركي المنتهية ولايته دونالد ترمب بوضع حد لحروب الولاياتالمتحدة التي لا نهاية لها في الخارج، بما في ذلك التدخل في أفغانستان وهو الأطول في تاريخ الولاياتالمتحدة، وبدأ بعد حادثة 11 سبتمبر. ويرغب الرئيس المنتخب جو بايدن أيضا في إنهاء الحرب في أفغانستان، في قضية نادرة يبدو متفقا مع ترمب بشأنها. وسقط 2400 جندي أميركي في النزاع في أفغانستان منذ العام 2001 الذي كلف الولاياتالمتحدة أكثر من ألف مليار دولار. ولم تظهر مؤشرات على إحراز تقدم في المفاوضات الجارية. لكن مصادر عدة قالت لوكالة الأنباء الفرنسية الجمعة إن الجانبين تمكنا على ما يبدو من تسوية واحدة من نقاط الخلاف الأساسية تتعلق بقواعد المفاوضات. وعلى الرغم من هذه المفاوضات، تصاعد العنف في جميع أنحاء البلاد مع زيادة هجمات طالبان اليومية ضد قوات الأمن الأفغانية. وقال المتحدث باسم وزارة الداخلية طارق عريان هذا الأسبوع إن طالبان شنت في الأشهر الستة الماضية 53 هجوما انتحاريا و1250 تفجيرا خلفت 1210 قتيلا من المدنيين و2500 جريح.