استعرض عدد من الأطباء والمختصين المحليين والدوليين أحدثالأساليب الطبية لمواجهة الفيروسات، وتطرقوا إلى دور الدراساتالسريرية خلال جائحة كورونا، والخطط الحكومية لتطوير التجاربالسريرية في المملكة، وذلك ضمن فعاليات ملتقى التكامل المعرفي الذيتنظمه وزارة التعليم، خلال جلسة (الطب في مواجهة الفيروسات) التيأُقيمت اليوم الأربعاء عن بُعد، وأدارتها د.مها العلاوي أستاذمشارك واستشاري مكافحة العدوى جامعة الملك عبدالعزيز. وأكد أ.د.أحمد العسكر المدير التنفيذي لمركز الملك عبدالله العالميللأبحاث الطبية، أهمية التجارب السريرية كونها تشكل الطب الحقيقي، وأنها أمر ضروري وجوهري في اتخاذ القرار، مبينًا أنه يجب أن يكونلنا تجاربنا الخاصة، والتي ننشرها عالميًا لدعم الإبداع والابتكار، وذكر أن المملكة تقدم ما مقداره 1% من التجارب السريرية الدولية، وأن هناك دعماً حكومياً لتطوير ذلك وفق رؤية 2030، لافتًا إلى أنالأبحاث الطبية واللقاحات الجديدة يجب أن تمر بتجارب سريرية، ثمالتسويق التجاري، وهذا هو التسلسل الطبيعي في مجال الطبوالأدوية. وقال: "نجحت الممارسات الطبية في مواجهة كوفيد 19 وتقليل عددالوفيات حول العالم تدريجيًا، وتحسين التعامل مع الفيروس والوقايةمنه بوجه عام، وذلك بعد إجراء الأبحاث الطبية التي ينتج عنها الطبالحقيقي. وفي علم الأوئبة يجب تحديد كيفية حدوث المرض وتطوره، لذانحتاج الاختبارات والأبحاث والأدوات التشخيصية وتقييم اللقاحاتالمتاحة والتجارب السريرية في المستشفيات السعودية، من خلالالأبحاث والتتابع الجينومي الكامل للفيروس، وتحديد طرق الإصابةوالعدوى والعلاج والعقاقير والتجارب السريرية التي قد تستغرقسنوات، ولكن في حالة كوفيد 19 تم التوصل إلى لقاح بشكل أسرع؛ لوجود فيروسات مشابهة، مثل سارس وميرس، لذا تم تطوير العلاجاتبالتعاون مع المختصين في علم الأوئبة". وطالب العسكر، بإنشاء هيئة مستقلة للاهتمام بالبحوث وتطويرها فيالمملكة، لافتًا إلى أن تطوير الأبحاث يتطلب تكاتف الجامعات ومراكزالأبحاث مع القطاعين العام والخاص، وهي جزء من رؤية المستقبل، وأوضح أن هناك الكثير من التحديات، وأننا نحتاج إلى منشآتمخصصة لإنتاج اللقاح، مع إسهام شركات الأدوية، ودعم التجاربالسريرية، وتتابع إنتاج اللقاح، مشيرًا إلى أن الأبحاث الطبية تؤديإلى التطوير ثم الممارسات الطبية والتجارب السريرية والمنتجاتالصحية التجارية، وفق تعاون من القطاعين الحكومي والخاص. وتوقع د.ياسين عرابي المدير التنفيذي لمركز الملك عبدالله العالميللأبحاث الطبية، مستقبلاً زاهراً للرعاية الطبية في المملكة، مع تعاونالعديد من الجهات، وتوافر الدراسات المختلفة، ووجود فريق كبير منالباحثين، مطالبًا بمراجعة وتقييم الدراسات والأبحاث والتجاربالسريرية، مع تحسين العمل، ومحاكاة التجارب الدولية الناجحة، والاستجابة بشكل أسرع، وذكر أن الأبحاث المتعلقة بجائحة كوروناتتطور بشكل سريع، وأنه تمت الاستفادة من فيروس ميرس وتطبيقالعديد من لقاحاته باعتبارها نقطة بداية في إيجاد علاج للجائحة. وأضاف عرابي: "هناك ارتباط بين كوفيد 19 بفيروس ميرس، وإن كانميرس حالات الوفاة فيه كبيرة قُدرت ب 34% في المملكة عام 2016ملأن عدوى الالتهابات التنفسية كانت أخطر في ارتفاع حالات الوفاةمن كورونا. وأجرينا في المركز دراسات وتجارب سريرية لتحديد تأثيرعلاجات ميرس لمواجهة كورونا، ومنها انترفيرون، وأيضًا دراساتللعلاج بالإيحاء، بجانب الدراسات العشوائية، واكتشفنا انخفاض نسبةالوفاة في العلاج باللقاح عن العلاج الإيحائي". ومن جانبه، نوه د.محمد بوسعيد استشاري الأمراض المعدية بمدينةالملك عبد العزيز الطبية، بوجود الكثير من التجارب السريريةوالدراسات والأبحاث الطبية المتعلقة بكوفيد 19 في المملكة، والتيستظهر نتائجها خلال الشهرين المقبلين، وأشاد بتوفير مبادرات وطنيةلتطوير الدراسات السريرية في المملكة من برنامج "إدلب" وهو جزء منرؤية 2030، موضحًا أن هناك الكثير من الأبحاث التي يتم إجراؤهافي المملكة بالتعاون مع جامعة أوكسفورد، وطالب بتكثيف الجهودوتوفير ممارسات طبية جيدة ومراكز بحثية لتكون لدينا نتائج جيدة فيهذا المجال.