قالت سلطات العاصمة الروسية موسكو أمس الجمعة: إن المواطنين الراغبين في تطعيمهم ضد مرض كوفيد-19 ربما يتمكنون من ذلك الشهر المقبل، إذا توفرت كميات كبيرة من جرعات اللقاح حينها، وذلك في الوقت الذي سجلت فيه روسيا زيادة قياسية في حالات الإصابة اليومية الجديدة تجاوزت 18 ألفاً. ونقلت وكالات أنباء روسية عن نائبة رئيس بلدية موسكو أنستاسيا راكوفا قولها: «إن موسكو تنشئ شبكة كبيرة من غرف التطعيم المتخصصة، مضيفة أن 2500 من المعرضين لخطر العدوى، من الأطباء والمعلمين في المقام الأول، تلقوا اللقاح بالفعل». وقالت راكوفا الجمعة في لقاء مع قناة روسيا 24: «إن التطعيم الجماعي ليس ممكناً حتى الآن نظراً لعدم تسلم العدد المطلوب من جرعات اللقاح»، وأضافت «أنها تعتقد أن ذلك قد يحدث الشهر المقبل». وتواجه روسيا تحدياً يتعلق بزيادة إنتاج لقاحها، حيث أشار الرئيس فلاديمير بوتين الخميس إلى مشكلات تتعلق بتوفر المعدات والأدوات، كما قال الكرملين: «إن هناك نقصاً في عدد الأطباء في أنحاء البلاد مع ارتفاع عدد الحالات». وسجلت العاصمة 5268 حالة إصابة جديدة بكورونا ليوم الجمعة، وهو عدد يقل عن المستوى القياسي الذي سجلته في مايو، لكنه يمثل أحد أعلى معدلات الزيادة في الإصابات منذ تخفيف إجراءات العزل العام. وشهدت روسيا زيادة كبيرة في حالات الإصابة بالفيروس في الأسابيع الماضية، وأعلنت السلطات تسجيل 18 ألف حالة جديدة وهي أعلى حصيلة مسجلة منذ بدء الجائحة، كما سجلت 355 وفاة. وبلغ العدد الإجمالي لوفيات مرض كوفيد-19 في روسيا 27 ألفاً، بالإضافة ل 2.6 مليون إصابة حتى الآن لتجيء في المركز الرابع عالمياً من حيث عدد الإصابات بعد الولاياتالمتحدة والهند والبرازيل. وتخطت أعداد الإصابة المؤكدة بفيروس كورونا المستجد عالمياً 45 مليون حالة حتى صباح الجمعة، وفقًا للبيانات التي جمعتها جامعة جونز هوبكنز ووكالة بلومبرج للأنباء. وتسبب كوفيد-19 في وفاة مليون و181 ألف شخص حتى الآن. وفي أميركا مازال الوضع يتدهور في خضم الحملة الانتخابية، إذ سجلت البلاد الخميس عدداً قياسياً جديداً للإصابات بكوفيد-19 في 24 ساعة، متجاوزة للمرة الأولى عتبة 90 ألف إصابة جديدة، وفقاً لإحصاء جامعة جونز هوبكنز. وفي يوم واحد، سجلت إصابة 91 ألف شخص، فيما توفي 1021 شخصاً بكوفيد-19 في الولاياتالمتحدة، وفي الوقت الراهن الوضع سيء بشكل خاص في شمال الولاياتالمتحدة وغربها الأوسط. من جانبه سجل معهد «روبرت كوخ» الألماني لمكافحة الأمراض أعلى عدد إصابات جديدة بفيروس كورونا المستجد في ألمانيا في غضون 24 ساعة منذ بدء الجائحة، وأعلن المعهد في تقريره أمس الجمعة أن عدد الإصابات اليومية الجديدة بلغ 18 ألف حالة. وكان عدد الإصابات الجديدة المسجلة الخميس قياسياً أيضاً، حيث بلغ 16 ألفاً و774 حالة، وبلغت الإصابات الجديدة يوم الجمعة الماضي 11 ألفا و242 حالة. وبلغ إجمالي عدد الإصابات بفيروس كورونا المستجد منذ بدء الجائحة في ألمانيا حتى صباح الجمعة 500 ألف، وارتفعت حالات الوفاة الناجمة عن الإصابة بالفيروس إلى 10 آلاف حالة، ويقدر المعهد عدد المتعافين حتى الآن بنحو 345 ألفا متعاف. وبحسب البيانات، بلغ معدل الاستنساخ حتى أمس الخميس 0.97، ما يعني أن كل عشرة مصابين قد ينقلون العدوى إلى نحو 10 أفراد آخرين في المتوسط. ووفقاً للمعهد، يتعين أن يكون معدل الاستنساخ أقل من 1 لضمان انحسار الجائحة، ويعكس معدل الاستنساخ وضع انتشار المرض قبل أسبوع ونصف أسبوع تقريباً. وتحصن البلدان الأوروبية نفسها لمواجهة موجة قاتلة ثانية من فيروس كورونا، مثل إسبانيا، حيث أغلقت الجمعة خمس مناطق حدودها من بينها منطقة مدريد. وقد وافق نواب إسبانيا الخميس على طلب الحكومة تمديد حالة الطوارئ الصحية لمدة ستة أشهر. وفي اليونان، أغلقت المقاهي والمطاعم أبوابها الجمعة، وعقدت بلجيكا البلد الذي ينتشر فيه الفيروس بشكل مكثف اجتماعاً جديداً بشأن الأزمة الصحية الجمعة، وقال الناطق باسم الحكومة إيف فان لايثيم: «الأسوأ لم يأت بعد». وفي إنجلترا، سيتم وضع مناطق جديدة في حالة تأهب من الدرجة الثانية اليوم السبت، يمنع بموجبها السكان من استقبال أشخاص غرباء داخل المنازل، لكن الحكومة البريطانية ما زالت تقاوم الدعوات إلى فرض إغلاق تام. وفي البرتغال، بالإضافة إلى وضع الكمامة التي أصبحت إلزامية في الأماكن الخارجية منذ الأربعاء، قررت الحكومة حظر التنقل غير المبرر بين البلديات من الجمعة إلى الثلاثاء بهدف الحد من التجمعات. وخارج أوروبا، سجلت إيران عدداً قياسياً جديداً لعدد الإصابات بفيروس كورونا مع إصابة 8293 شخصاً في 24 ساعة. وفي تونس، أعلن رئيس الوزراء هشام المشيشي حظر تجوال من الاثنين إلى الجمعة من الساعة 15.00 حتى الساعة 4.00 صباحاً، ومن الساعة 14.00 حتى 4.00 صباحاً في نهاية الأسبوع دون تحديد مدته. وفي مواجهة زيادة عدد الإصابات بفيروس كورونا، أغلقت كولومبو عاصمة سريلانكا، اعتباراً من الجمعة ولمدة ثلاثة أيام، عشية زيارة وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو. تعاني روسيا من نقص بالمعدات الطبية والأطباء