اهتمت قيادة المملكة العربية السعودية بالتعليم، حيث أكدت لائحة الوظائف التعليمية على تطوير المعلم وانخراطه في برامج التطوير المهني ليكون جزءًا من عناصر تقويم أدائه، ونظرا لأهمية التطوير المهني للمعلم، فإنني أقدم رؤية قد تسهم في تعزيز الجوانب المهنية بأبعادها المختلفة للمعلم، وفق الرتب المهنية واستثمار هذه الرتب في التطوير المهني للمعلم. إن اللائحة التعليمية الحديثة تتطلب رؤية جديدة في برامج التطوير المهني حيث أصبح هناك رتب مهنية، وهذه الرتب يتم تعيين أو ترقية المعلم عليها وفق تحقيقه للمعايير المهنية المطلوبة لتلك الرتب، ولم تعد سنوات الخدمة المؤشر الوحيد لترقية المعلم على تلك الرتب، بل لم تعد سنوات الخدمة مؤشرا على خبرة المعلم؛ فالواقع التربوي يؤكد ذلك بوجود بعض معلمين تتجاوز سنوات خدمتهم أعوامًا طويلة، ويمارسون المهنة بأداء لا تختلف عن المبتدئ، بينما في الرتب المهنية سيكون المعلمون وفق مستويات مختلفة من المهارات؛ لذا فهم بحاجة لأنواع مختلفة من الدعم وفقا للرتب المهنية . ومن أجل أن ينتقلوا إلى الرتب الأعلى؛ فبرامج التطوير المهني التي تقدم للمعلم الممارس المبتدئ لا يمكن أن تساعد المعلم في رتبة معلم متقدم، بل قد تحجّم رغبته في التطوير؛ نظرًا لاختلاف مهاراتهم، ولذلك فمن أفضل الوسائل لبرامج التطوير المهني العمل تدريجيا وفقا لقدرات المعلم الحالية. فالدعم الذي يقدم للمعلم الممارس يجب أن يقدم بطريقة تختلف عن تلك التي تقدم للمعلم المتقدم؛ لأن لكلٍ منهم احتياجات مختلفة، كما تسهم الرتب المهنية في دعم التطوير المهني نحو تعزيز مجتمعات التعلم وقيادة برامج التطوير المهني من خلال الاستفادة من المعلم الخبير والمعلم المتقدم في تقديم الدعم والمساندة للمعلم الممارس والمبتدئ والمعلم ومساعد المعلم.