توافد المئات من محبي عالم الطيران "السبت" إلى مطاعم موقتة أقامتها الخطوط الجوية السنغافورية "سينغابور إيرلاينز" في طائرتين جاثمتين على مدرج المطار، واستمتعوا بتناول الطعام في مقاعد الركاب وهم يشاهدون أفلاماً على الشاشات الصغيرة المثبتة أمامهم، كما لو كانت في واحدة من رحلات "أيام زمان". وفي ظل الأزمة الكبيرة التي يواجهها قطاع السفر بفعل جائحة "كوفيد - 19"، ابتكرت شركات الطيران أفكاراً لكسب المال، بينها "رحلات إلى لا مكان" أو زيارات للطائرات. وبادرت "سينغابور إيرلاينز" التي صرفت آلاف الموظفين ولا تزال معظم طائراتها متوقفة على مدرج المطار، إلى إتاحة الفرصة أمام ركابها لتناول الطعام في طائرتين من طراز "إيه 380"، كبرى الطائرات التجارية في العالم. وحجز أكثر من 400 شخص مقاعدهم "السبت"، وأتموا خطوات تسجيل أسمائهم في مطار شانغي، ثم خضعوا للإجراءات الأمنية المعتادة قبل رحلات الطيران، وصعدوا إلى الطائرة ليستمتعوا بالمأدبة الموعودة. وفي انتظار وصول الوجبة المرتقبة، قد يروح البعض في قيلولة، فيما ينصرف البعض الآخر إلى مشاهدة فيلم على الشاشة المدمجة في المقعد الذي أمامه. وقد أُبقيَ نحو نصف المقاعد في الطائرة شاغرا التزاماً بتدابير التباعد الاجتماعي. ولم يتردد كالفن تيو، وهو موظف في التاسعة والعشرين، يعشق الطيران، في دفع 321 دولاراً محلياً (236 دولارا أميركيا) لتشكيلة من ستة أطباق تقدّم في مقصورة الأعمال. وأقرّ الشاب بأنه مشتاق إلى السفر بالطائرة، مؤكداً استعداده لتكرار التجربة. وقال لوكالة فرانس برس: "لا شك أن الإحساس بالطيران الفعلي أفضل، لأنه ينطوي على الحماسة للسفر إلى وجهة جديدة واكتشافها، وبما أننا لا نستطيع عيش هذه التجربة راهناً بسبب الجائحة، يشكّل هذا الحلّ بديلاً جيداً لإثارة أحاسيس السفر".