مع اعتدال أجواء العاصمة هذه الأيام نهاراً وميلها إلى البرودة ليلاً، بدأ ينتشر على الطُرق باعة «شاي الجمر»، حيث يجد هذا النوع من الشاي إقبالاً كبيراً من قبل المارة، خاصةً أنه يُعدّ على نار هادئة -الجمر - وعبر إبريق نحاسي، وهو ما كان يستعمل في الطلعات البرية، الأمر الذي يجعل البعض يستعيد تلك الأجواء بعيداً عن «شاي البيت» والذي يوضع عادة في «ثلاجات خاصة» قد تُغيّر من نكهته الأصلية، وربما لجأ آخرون في بعض المنازل إلى إعداد «شاي الكأس»، حيث يفضلونه على الشاي المحفوظ في الثلاجات. نعود إلى «شاي الجمر» حيث يعرض بائعوه أكثر من نوع منه: «الشاي الأحمر» و»شاي الكرك» و»حليب شاي»، وقد يعرض آخرون «حليب ونسكافيه»، كل ذلك من أجل أن يكسبوا أكبر قدر من هوامش الأرباح عبر جذب العديد من الزبائن، والملاحظ أنه بالفعل بدأنا نلاحظ تجمعات حول هؤلاء البائعين، ما يؤكد أن «شاي الجمر» بدأ ينتعش هذه الأيام. ويعرض «شاي الجمر» شباب وجدوا ذلك فرصة لإشغال أوقاتهم بما يفيدهم، عبر تحصيل مبلغ مالي يُعينهم على مواجهة ظروف الحياة، كذلك هناك نساء بدأن في الدخول إلى هذه التجارة، عبر عرض الشاي وسلع أخرى كالتمر، وبعض الحلويات، والقهوة، والمأكولات الشعبية، وهو ما يؤكد أن «شاي الجمر» يجد إقبالاً كبيراً، ما يعني أن تلك الأسر تفعل ما يُحقق لها الأرباح ولو بطرق بسيطة.