تنامت ظاهرة العنف في مجتمعاتنا العربية منذ القديم الأزل، مما أدى إلى خلق جو مشحون مليء بالكراهية والحقد، كل يوم نقرأ ونسمع حكايات عن العنف الأسري التي تتصدر عناوين أخبارنا. العنف فعل متوحش ينتج من بيئة مسمومة لا تكاد تميز بين طفل رضيع وامرأة وحتى رجل، يقوم أحد الطرفين بالبدء بالشجار العنيف على طريقة (الحرب العالمية) يتبادل الزوجان كل أنواع الشتائم لكي يستعرض كل منهما عضلاته (كانه أندرتكير المصارع الحر). تحول العنف إلى ما يشبه الفيلم الهندي تتصارع فيه عائلات العاشقين لكي تمنع زواجهما (ويكفينا أفلام هندية)، مؤخرا في العقود الأخيرة ظهرت حالات جنونية لافتة للنظر وهي رفع المسدس للأعلى وإطلاق النار بشكل عشوائي في الأعراس للتباهي أمام الحاضرين، أفلا يكفينا الدبابات والرشاشات النارية التي عادة ما تكون واجهة الحروب المميتة؟. الألعاب الإكترونية تروج لثقافة العنف في أطفالنا منذ بوابكير الطفولة على أن هذا نوع من التميز يكسبك احترام الآخرين، نشر خبر امرأة عربية غاضبة على زوجها ووصل بهما الحال إلى حرب أسرية فلقد نقلا شجارهمها إلى داخل مركز الشرطة حيث تمكن رجال الأمن من السيطرة على الوضع ولا أحد يعلم ماذا سيحل بالزوج لولا تدخل رجل الشرطة، فقد وقع الشجار داخل مركز الشرطة كانت الزوجة تصرخ بأعلى صوتها من شدة غضبها فانهالت عليه ضربا ما دعا الزوج المسكين لطلب النجدة من رجل الأمن لكي ينقذه من يدي زوجته، وتدخل رئيس قسم الشرطة ليوقف الشجار ويسجل قضية ضدها. وهناك الملاكم البريطاني الساذج الذي نشر مقطع فيديو على موقع توتير، حيث كان ينصح الرجال بالطريقة الأمثل لضرب الزوجات خلال أزمة كورونا قائلا: إن الرجال يحتاجون إلى التصرف بهذا الشكل إذا كانت زوجاتهم يثرثن ويجادلن كثيرا يبنما يحاول الزوج التحلي بالصبر، فانقلب السحر علي الساحر وشن مغرودون هجوما عنيفا عليه معتبرين إياه يروج للعنف الأسري فخرج معتذار واصفا بما فعله بالإجرام ضد النساء وغرمته المحكمة البريطانية خمسة عشر ألف جنيه إسترليني، ووعد بالتبرع بالمال لمؤسسات حماية الأسرة. ضحايا العنف يتزايدون بإستمرار ولا يمكن اجتثاث هذه الظاهرة إلا من خلال التربية السليمة. العنف مرض نفسي يقتل الأسرة ويفكك ولحمتهم ويحدث الفوضى في كل مكان. تنتشر بين فترة وأخرى مقاطع فيديو على مواقع التواصل الإجتماعي، لأطفال يعنفون بطريقة وحشية من قبل أولياء أمورهم. العنف شكل ضار من العلاقات يجب أن يتوقف.