هل أزعجتك أسئلة طفلك؟ هل تجد أحياناً حرجاً في الإجابة عنها خصوصاً تلك المتعلقة بالأسئلة الوجودية؟ عن مثل هذه الأسئلة الطبيعية التي تتكرر دائماً يأتي كتاب (أسئلة الأطفال الإيمانية) لمؤلفه الأستاد عبدالله الركف والذي يقدم فيه إجابات ضرورية جداً لتلك الأسئلة -خصوصاً في عصرنا الحاضر المنفتح على مصراعيه- لتنشأ العقيدة الصحيحة والراسخة لأبناء المجتمع المسلم وليتخلقوا بالأخلاق الحميدة وحب الخير ولينشأ لنا أفراد متزنون عقلياً ونفسياً وعاطفياً فاعلين ونافعين في مجتمعاتهم وقبل كل ذلك محبون لخالقهم. قسّم المؤلف الكتاب لفصلين: فصل يتحدث فيه حول التربية الإيمانية مفهومها، وأهميتها، وأهدافها، وثمارها، ومحاورها، وأساليبها وأركانها.. وتحدث عن أسباب كثرة الأسئلة عند الأطفال وطبيعتها وقسم هذه الأسئلة لأقسام: أسئلة ذات طابع لغوي، أسئلة وجودية، أسئلة تمرد، أسئلة اختبارية، أسئلة القلق الطفولي، أسئلة استكشاف الجسد. وفيه تحدث عن كيفية تعامل الوالدين والمربين مع هذه الأسئلة من خلال الحوار وصياغة الأسئلة الحوارية وبعض الأساليب النافعة للإجابة عنها، كأن تطلب من طفلك أن يعطيك مهلة للبحث عن الإجابة التي تجهلها لحين توفرها بدلاً من أن تظهر أمامه بمظهر مدعي العلم الجاهل؟، وتحدث أيضاً عن بعض الأخطاء التي يرتكبها بعض المربين أثناء الإجابة: كأن يجيب على تساؤلات الطفل بسؤال آخر: ماذا تقصد؟! حيث إن ذلك يشعره بالإحباط والأفضل استخدام عبارة تقريرية مثل: أنت تقصد كذا وكذا. أما الفصل الثاني فقدّم فيه المؤلف نماذج عملية للإجابة عن أسئلة الأطفال الإيمانية المتعلقة بالأركان الستة كأسئلة الإيمان بالله: من هو الله؟ ولماذا نؤمن بوجوده وما إثبات وجوده؟ وكيف يرى الناس وهم كثير؟ وهل يرى الناس في الظلمة وكيف يرانا في بيوتنا والأبواب والنوافد مغلقة؟. وغيرها من الأسئلة، حيث يرى بأنه يجب علينا أن نجيب الطفل ابتداء قبل السؤال عن الله وإحالته للتفكر في خلقه وفضله على الخلق ونصرفه عن التفكير في ذات الله ونخبره بأنه سبحانه ليس مثلنا وأن الخالق ليس كالمخلوق وليس كصفاته، وبأننا لو سألنا من خلق الله فسنسأل من خلق خالقه وهكذا. فالسؤال إذن عمن خلق الله غير صحيح ومن صفات الخالق أنه غير مخلوق، ومادام أنه لم يخلق فهو كذلك لم يلد ولم يولد وليس قبله ولا بعده شيء فهو متعالٍ على الزمان والمكان لأنهما من مخلوقاته والمخلوق لا يمكن أن يحد خالقه، ونخبره بأن الإيمان بالله فطرة إنسانية وأدلة وجوده الفطرية والعلمية والحسية كثيرة (وضرب لها أمثلة، وهو سبحانه كذلك يرانا فنحن المخلوقين لو صعدنا لمكان مرتفع لرأينا الناس من تحتنا فكيف بالخالق؟ وكذلك مثال النمل وقدراتها المحدودة فنحن نرى كل بيوتها في وقت واحد والنملة ترانا من الأسفل شيء عظيم جداً وهو عندنا طبيعي فكيف بالخالق؟ وأما كيف يرانا في الظلمة وفي بيوتنا والأبواب مغلقة فنذكره مثلاً بمناظير الرؤية الليلية والتصوير بالأشعة السينية التي مكنت المخلوق أن يرى في الظلام ويرى ما خفي عنه بداخل جسده فكيف بخالقه؟ الكتاب مهم جداً ويستحق القراءة بشموليته وتعدد محاوره ولحاجة الناس إليه أكثر في هذا الزمان المنفتح معلوماتياً وتقنياً ولكثرة مشاغل الحياة وانشغال الوالدين ولتعدد مصادر المعرفة وقوة تأثيرها ولأن التربية الإيمانية جزء مهم جداً في تربية الطفل.