عرب وزير الخارجية الألماني هايكو ماس، عن تفاؤله إزاء التوصل إلى اتفاق تجاري للعلاقات المستقبلية بين الاتحاد الأوروبي وبريطانيا رغم الخلاف الراهن بين الجانبين بشأن تنظيم العلاقات عقب خروج المملكة المتحدة من التكتل. وقال ماس في تصريحات لبوابة "تي أونلاين" الإلكترونية السبت: "لدى كل من الطرفين مصالح بارزة في التوصل لاتفاق، اتفاقية التجارة مع بريطانيا مهمة للاتحاد الأوروبي، وإلا فسيكون هناك الكثير من الأضرار بالنسبة للعاملين في ألمانيا. والعكس أيضاً، فإن الاقتصاد البريطاني يعتمد بدرجة أكبر على التوصل لاتفاق". وفي الآونة الأخيرة، نشب خلاف بين الجانبين حول قانون السوق الداخلية البريطاني، الذي وافق عليه مجلس العموم البريطاني يوم الثلاثاء الماضي. ويهدف القانون إلى إبطال بند مهم من الاتفاقية التي وقعها رئيس الوزراء بوريس جونسون في عام 2019. ويعتبر الاتحاد الأوروبي هذا خرقاً خطيراً للثقة والقانون - وقد أعلن عن اتخاذ إجراء قانوني. وينذر ذلك بحدوث قطيعة اقتصادية قاسية بين الاتحاد الأوروبي وبريطانيا العظمى بحلول نهاية العام. وقال ماس: إن الاتحاد الأوروبي لن يتسامح مع إلغاء أجزاء من اتفاقية خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي بموجب قانون السوق الداخلية المثير للجدل. وقال الوزير: إن المفوضية "ردت بالفعل على هذا بإجراءات انتهاك المواثيق"، مضيفاً أن ألمانيا والاتحاد الأوروبي مستعدان أيضاً لسيناريو عدم وجود صفقة. وبخصوص تسميم المعارض الروسي أليكسي نافالني، قال ماس: "إذا تأكدت نتيجة المعامل الألمانية والسويدية والفرنسية، سيكون هناك رد واضح من الاتحاد الأوروبي"، معرباً عن قناعته بأنه "لن يكون هناك تفادٍ للعقوبات"، مؤكداً ضرورة أن تكون العقوبات "هادفة دائما ومتناسبة. لكن مثل هذا الانتهاك الخطير للاتفاقية الدولية للأسلحة الكيميائية لا يمكن أن يمر دون رد". ومع ذلك، انتقد وزير الخارجية وقف أعمال البناء في خط أنابيب "نورد ستريم 2" المثير للجدل، مشيراً إلى أن الكثير من الوظائف في أوروبا مرتبطة به. تجدر الإشارة إلى أن رؤساء دول وحكومات الاتحاد الأوروبي يعتزمون التشاور بشأن واقعة نافالني مجدداً خلال قمتهم المقررة يومي 15 و16 أكتوبر الجاري. وبشأن التعاون الدولي في مكافحة جائحة كورونا، ذكر ماس أنه في البداية اهتمت كل دولة بنفسها، مضيفاً في المقابل أن ذلك تحسن بشكل أساسي بفضل التعاون في الاتحاد الأوروبي.