مع انطلاقة العام الدراسي الحالي 1442ه تحولت البيوت إلى فصول مدرسية وقاعات جامعية رقمية، وتواصل الطلبة مع المعلمين والمعلمات وهيئات التدريس عبر منصات تعليمية تفاعلية ذكية بصورة جماعية وفردية، وصارت البيوت تعيش في أجواء دراسية من الساعة التاسعة صباحاً حتى الساعة التاسعة ليلا لكل المراحل من صفوف الابتدائي إلى مراحل طلبة الدراسات العليا. وفي هذا الشأن ذكر وزير التعليم د. حمد بن محمد آل الشيخ، خلال لقاء له مع نخب من المجتمع مؤخراً أن الوزارة سعت منذ نهاية الفصل الدراسي الماضي إلى وضع السيناريوهات المختلفة لبداية العام الدراسي الحالي، حتى صدر التوجيه الكريم ببدء العام الدراسي عن بُعد. وأوضح الوزير عن رصد دخول 92 % من الطلاب والطالبات في منصة مدرستي، و97 % من المعلمين والمعلمات، و37 % من أولياء الأمور، والمنجزات في أرض الواقع تتحدث عن نفسها حيث تخدم منصة "مدرستي" أكثر من 6 ملايين طالب وطالبة وأولياء أمورهم، ويتواصل معهم في بث مباشر وتفاعلي أكثر من 525 ألفاً من شاغلي الوظائف التعليمية، لتقديم شروحات لمختلف الدروس وإرفاق الواجبات وإجراء الاختبارات عبر الوسائط الإثرائية. مما يعكس حجم الإنجاز الذي تحقق خلال فترة وجيزة، ويعززها الثقة العالية من وزير التعليم تجاه زملائه المعلمين والمعلمات وقيادات الإدارات المدرسية على إنجاز ما أوكل إليهم من مهام على أفضل مستوى. كما أنه يتوفر (24) قناة من قنوات عين التعليمية الفضائية ومنضم إليها أكثر من مليون مشترك، يتابع من خلالها الطلبة بث دروس حية ومباشرة وبشكل مستمر لمختلف الصفوف لجميع المراحل الدراسية، ويمكن الرجوع إليها بعد البث المباشر للمراجعة في أي وقت ومن أي مكان. ومما يميز طريقة التعلم عن بعد الشعور بالقرب والحميمية وتلقي الدروس والتفاعل بين الطلاب ومعلميهم بكل جوارحهم السمعية والبصرية والصوتية واللمس لتشغيل خاصية في المنصة ضمن الدرس، ويشاركهم أحد آبائهم أو إخوتهم لمتابعتهم ومساعدتهم. وفي بعض البيوت يكون أكثر من طالب وطالبة فتستخدم أجهزة متعددة أو متنوعة من الكمبيوتر المحمول والمكتبي وأجهزة الهواتف الذكية واللوحية. ويتم تبادل الملفات للواجبات المدرسية والجامعية عبر تطبيقات الواتساب وتيلغرام والبريد الإلكتروني وغوغل درايف وكلاس روم من غوغل، حتى أصبح عدد كبير من الطلبة والمعلمين وأولياء الأمور لديهم إلمام كامل بكل الوسائل الرقمية المستخدمة في التعليم الإلكتروني خلال فترة زمنية قياسية، وهذا رفع من رصيدهم المعرفي بتقنياتها ويكون لديهم جاهزية كاملة للتعامل معها بشكل مستديم إذا أقرت ضمن نظام التعليم بكل مراحله. وكما أن المشكلات والتبعات الناتجة عن أزمة وباء كورونا المستجد أثبتت قدرة أبطال التعليم لمواجهة تبعاتها وإيجاد أفضل الحلول للتعامل معها، فقد أثبتت أنهم رواد "العمل التطوعي" بانضمام العديد من المعلمين والمعلمات والطلبة للتعاون مع الوزارة في بعض المهام. إن المتأمل لمنظومة التعليم وهي تسير بخطى مدروسة ووفق معايير علمية متقدمة تسخر لها كامل طاقتها لتقديم الأفضل خلال فترة أزمة كورونا المستجد التي شهدنا آثارها على بلدان العالم قاطبة وما تسببت به من أضرار لمختلف المجالات الحيوية، فإنه يشعر بالرضا والاطمئنان ويتفاءل بنجاح الموسم الدراسي وأن وزارة التعليم قادرة -بعون الله- لمعالجة أي موقف والمضي قدما لمواصلة عجلة التطوير والبناء في المسيرة التعليمية وفق "رؤية 2030".