ودّعت الكويت مساء أمس أميرها الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، الذي توفي في الولاياتالمتحدة عن 91 سنة، وقضى أكثر من سبعين عاماً في الحياة السياسية من مواقع عدة، أطولها وزارة الخارجية التي تولاها أربعة عقود «هندس» خلالها علاقات واسعة لبلاده إقليمياً ودولياً شكلت «شبكة أمان» في الامتحان الأصعب المتمثل بالغزو العراقي في 1990. وأصدر الديوان الأميري بياناً نعى فيه الشيخ صباح الأحمد، في حين نادى مجلس الوزراء، مساء أمس، ولي العهد نواف الأحمد الجابر الصباح، أميراً للبلاد. وأعلن مجلس الوزراء الحداد الرسمي لمدة 40 يوماً وإغلاق الدوائر الرسمية لمدة 3 أيام اعتباراً من أمس. كما نعت الدول العربية الفقيد، معلنةً الحداد أيضاً، وتوالت التعازي من مختلف دول العالم. ونعى خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، وولي عهده الأمير محمد بن سلمان، أميرَ الكويت، حيث قدما تعازيهما لعائلة الصباح، وللشعب الكويتي، وللأمتين العربية والإسلامية، في وفاة الشيخ صباح «الذي رحل بعد مسيرة حافلة بالإنجاز والعطاء وخدمة جليلة لبلده وللأمتين العربية والإسلامية والإنسانية جمعاء». وأمر رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة، بإعلان الحداد لمدة 3 أيام اعتبارا من اليوم و تنكيس الأعلام خلالها على جميع الدوائر الرسمية داخل الدولة والسفارات والبعثات الدبلوماسية لدولة الإمارات في الخارج. ونعت لبنان ببالغ الحزن والأسى صاحب السمو الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح أمير دولة الكويت الذي وافته المنية اليوم معلنة حالة الحداد لمدة 3 أيام. وأعرب الرئيس اللبناني ميشال عون في بيان اليوم عن ألمه الشديد لغياب سمو أمير دولة الكويت عن عمر قضاه في خدمة بلده وشعبه والدول العربية الشقيقة وقضاياها، وكان مثالا للمروءة والاعتدال والحكمة ". بدوره نعى رئيس حكومة تصريف الأعمال اللبنانية حسان دياب سمو أمير الكويت في بيان اليوم حيث قال: "يشكل رحيل أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الصباح خسارة كبيرة لدولة الكويت وشعبها الشقيق وللبنان والعالم العربي والعالم جميعا, مضيفاً "لقد كان الراحل الكبير رجل حكمة وحوار وتواصل وعنوان توافق جمع العالم العربي". وأصدر رئيس الحكومة مذكرة رسمية أعلن فيها الحداد العام لمدة ثلاثة أيام على رحيل أمير الكويت، وتنكيس الأعلام وتعديل برامج محطات الإذاعة والتلفزيون بما يتوافق مع حالة الحداد. وقالت الرئاسة المصرية: "وجه السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي بإعلان حالة الحداد العام في جميع أنحاء جمهورية مصر العربية لمدة ثلاثة أيام، وذلك لوفاة المغفور له سمو الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، أمير دولة الكويت، اعتباراً من اليوم الثلاثاء 29 سبتمبر وحتى يوم الخميس الموافق الأول من أكتوبر 2020". وكانت الرئاسة المصرية قد أصدرت بيانا "نعت فيه ببالغ الحزن والأسى أمير دولة الكويت، الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، الذي انتقل إلى جوار ربه اليوم". وأعلنت الرئاسة الموريتانية الحداد ثلاثة أيام أثر رحيل أمير دولة الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح. وذكرت الاذاعة الموريتانية نقلا عن بيان للرئاسة أنه بموجب مرسوم صادر اليوم الثلاثاء تم الاعلان عن حداد وطني لمدة ثلاثة أيام على امتداد التراب الوطني وذلك اثر وفاة الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح أمير دولة الكويت الراحل. ونعى الديوان الملكي الأردني، الثلاثاء، ببالغ الحزن والأسى أمير دولة الكويت، الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، الذي انتقل إلى جوار ربه اليوم. وأعلن الديوان الحداد على أمير الكويت في البلاط الملكي الهاشمي لمدة 40 يوما اعتبارا من اليوم. وقال العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني بن الحسين ملك المملكة الأردنية الهاشمية: "فقدنا أخا كبيرا وزعيما حكيما برحيل أمير الكويت". ونعت سلطنة عُمان ببالغ الحزن والأسى سمو أمير دولة الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح الذي وافته المنية اليوم، معلنة حالة الحداد لمدة 3 أيام. وأصدر ديوان البلاط السلطاني بيانا فيما يلي نصه إيمانا بقضاء الله وقدره ، وبتأثر وحزن بالغين تلقى صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق نبأ وفاة أخيه المغفور له -بإذن الله تعالى- صاحب السمو الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح أمير دولة الكويت ، حيث كان الفقيد الراحل أحد القادة العرب الذين أسهموا بحنكتهم وبصيرتهم في إرساء منظومة العدل والإنسانية وإن السلطنة بفقدانه فإنما تفقد أخا عزيزا محبا. وأعلنت سلطنة عُمان الحداد الرسمي وتنكيس الأعلام ، وتعليق العمل في القطاعين الحكومي والخاص لمدة ثلاثة أيام. وقضى أمير الكويت الراحل، أكثر من سبعين عاماً في الحياة السياسية، بينها 14 عاماً أميراً للبلاد، وأربعة عقود وزيراً لخارجية بلاده. وقد عاصر الشيخ صباح الأحمد أهم أزمات العالم العربي وأخطر ها، حاملاً لواء الدبلوماسية الذي أصبح «عميداً» لها، لإطفاء الأزمات العاصفة، عبر الوساطات وحل النزاعات بالطرق السلمية، وكان أخطر ما واجهه احتلال بلاده وابتلاعها من جارتها العراق في عام 1990، حين كان وزيراً للخارجية. ولأربعة عقود تولى وزارة الخارجية نسج خلالها علاقات وطيدة مع الغرب. وبرز دوره في جهود الوساطة لوقف الحرب الأهلية في لبنان، ومعارك الفلسطينيين في الأردن، وجهود توحيد شطري اليمن، ووقف الحرب هناك، كما برز في وقت لاحق وسيطاً بين دول مجلس التعاون الخليجي وإيران، وسعى إلى حلّ الأزمة الخليجية مع قطر التي اندلعت في يونيو (حزيران) 2017.