الحياة لها قوانينها التي لا تخطئ أبدا، وإن ظننا أن كل شيء ماض لطريقه فقط، هناك حسابات دقيقة لكل فكرة ولكل فعل، وكما قيل، "كما تدين تدان" يطلق عليها البعض قانون السبب والنتيجة، أو في علم الاجتماع الفعل وردة الفعل. لا بد أن ندرك أن حسابات الله - عز وجل - دقيقة، فكل شيء في هذا الوجود له مساحة وحيز حتى الفكرة التي نعتقد أنها بسيطة لا تضر ولا تنفع وإنما في الحقيقة أن لها تأثيرا بالغا على حياتنا، فكل ما نضمره في داخلنا يتجلى على أرض الواقع، فكيف حال الأفعال التي نقوم بها متجاهلين الضرر في الآخرين أو التعدي على الآخرين سواء كان بالكلمة أو بالفعل. الإنسان من اسمه ينسى كثيرا، وخاصة فيما يتعلق بحقوق الآخرين، والحقوق ليست بضرورة الأشياء الكبيرة كما اعتدنا أن ندركها، بل من ضمن الحقوق احترام الآخر وعدم انقاص حقه في التعبير أو وجهة النظر أو الحياة التي يريد أن يسلكها. الحسابات دقيقة ومخيفة من يتأملها يدرك عدل الله وحكمته فينا، وفي هذه الأرض الطيبة، ويدرك قانون السبب والنتيجة أنه موجود وحقيقي لا شيء يغيب عن الحسابات: (فمن يعمل مثقال ذرة خيراً يره ومن يعمل مثقال ذرة شراً يره)، ولو بعد حين. كما في حياتنا نحن ندرك كم من المواقف التي بذلناها وسعينا لها كما يزرع البذرة يلتمس حصادها بعد حين، أحيانا في أنفسنا الخيرة وأحيانا في تربية أبنائنا أو أحيانا في مساعدة محتاج أو ستر مكشوف وإغماض العين عنه، وكم منا سلب واعتدى على الآخر ولو بكلمة دارت الأيام وتجرع من نفس البذرة التي زرعها، البذرة الطيبة تنبت نباتا حسنا، والبذرة الضعيفة ليس لديها ثمار بل تكون عالة على أصحابها. كل شيء دقيق وكل شيء له وقت للحصاد ولو بعد سنوات من ضمنها ماذا أعطينا أنفسنا من مساحة لتعرف عليها واحتوائها هناك ظلم النفس الذي يقع البعض فيها وخاصة لمن اعتاد ممارسة جلد الذات وادعاء المثالية المطلقة، ونسى أنه إنسان يصيب ويخطئ، المهم عندما يدرك الخطأ يبدأ في تصحيحه وعدم التمادي فيه لكن للأسف البعض لا يغير من نفسه أو حالة فقط يقع أسير دائرة جلد الذات وهؤلاء معروف أين يتجهون لطريق مسدود من الحياة وستقفل الأبواب أمامهم لأنهم يئسوا من رحمة الله الذي داعنا كبشر للسعي والعمل والتفاؤل والرضا والحركة لا التباكي والعزلة والمرض، هؤلاء يشعرون أنهم ضحايا للقدر، ضحايا لظروف أو للحياة وهم ضحايا لوهم الفكرة فقط، نعم نمر جميعا بظروف متقلبة ونعاني لكن لا يعني أن نعاني ونحزن ونمرض العمر كله، هناك دائما بارقة أمل وحياة. وهناك من اعتدى وظلم وتجبر ونسي مع السنوات، لكن الله - عز وجل - لا ينسى، سيأتي درسه في حينه وفي وقته حتى إذا جاء أمر الله كان بغتة. الحسابات دقيقة سواء كانت مع أنفسنا أو مع الحقوق التي علينا للآخرين، ستعود لنا بحصاد ما زرعنا، الحقيقة عندما نتأمل هذه الحسابات أو قانون السبب والنتيجة نصاب برهبة والحذر والانتباه، ماذا نصنع اليوم، وماذا نفعل اليوم، وماذا نتفوه من كلمات على أنفسنا أو على الآخرين؟. إضاءة: مازال هناك الوقت للتصحيح..