بين فترة وأخرى نقرأ في صحفنا عن كشف عمليات تهريب حبات كبتاغون، لقد وصل الحال بالبعض لدرجة سوء التدني الأخلاقي فبدلاً من البحث عن مخرج آمن يوقع نفسه في حفرة كبيرة يصعب عليه الخروج منها. يسهر الليالي لكي يعوّض خسارته الفادحة في النهار حيث لا ينتج شيئاً يفيد به وطنه، يمشي كالذي يجهل طريقه متسائلاً إلى أين سيقوده هذا الطريق المظلم. غباء الكثيرين من مهربي تلك المواد السامة يجعلهم يحتلون القائمة العالمية في الغباء، وهذا ما حدث بالضبط في مطار برشلونة حيث عثرت الشرطة على نصف كيلوغرام من الكوكايين مخبأة تحت باروكة شعر مستعار على رأس المهرب. ما أكثر المجرمين الحمقى مثل ذلك المدعو سوشيل كومار الذي يعيش في مدينة بنغالور الهندية، فلقد صرح تصريحاً جنونياً حيث قال إن السجون مصممة للمغتصبين والسارقين والقتلة.. صحيح! كما أنها مصممة للأغبياء أمثاله، خطرت بباله فكرة خرافية، وليثبت صحة قوله هذا قام بإنشاء صفحة خاصة على الفيسبوك باسم (حشيش بنغالور)، ينشر فيها صوراً وهو يدخن الحشيش. بالإضافة لكتابة تفاصيل عنوانه ورقم هاتفه لكل من يرغب بالتواصل معه، فما كان من الشرطة إلا أن قبضت عليه بلمح البصر بعدما ادعوا أنهم زبائن لكي ينصبوا له فخاً فوقع المجرم في قبضتهم بسبب ذكائه الخارق ويا له من ذكاء. لا تخلو الحياة من تجار سموم العقول الذين يسممون عقول الشباب بالأوهام والأكاذيب من أجل الكسب المادي. قبضت شرطة سيدني على سيمون تو الذي حاول الفرار بكمية من مخدر المفيثامفيتامين، فالأحمق اصطدم بسيارة الشرطة دون علمه بأنها تابعة للشرطة، وواصل الهرب من العدالة إلى أن تمكن رجال الأمن من القبض عليه، فالرجل كان يغط في النوم لساعات حسبما أفادت الشرطة، وأنه كان يعمل أيضاً في توصيل الطلبات مع حمله كمية كبيرة من المخدرات، النعاس داهمه بسبب الإرهاق والتعب. لكن طبعاً لم يصدق رجال الأمن هذه الحكاية لأن علامات القلق كانت مرسومة على وجهه، وبعد كشف كذبه اعترف بالجريمة وقد يواجه عقوبة السجن التي تصل إلى 20 عاماً. أصبحت عمليات مطاردة مهربي المخدرات أشبه بأفلام هوليوود فنحن نشاهد كيف تقوم الشرطة بالقبض عليهم وكشف جرائمهم وتحقيق العدالة القانونية. قد نصادف شخصيات ألقت نفسها في حفرة الغباء لتجعل نفسها من أغنى الأغنياء على حساب حياة الآخرين. لقد انكشف خداع المجرمين بفضل التكنولوجيا التي استطاعت أن تتربص باللصوص وتجار المواد السامة حتى لا يخدعوا الناس بأوهامهم. غباء بعض المجرمين يجعلك تتساءل كيف يفكر هؤلاء فمثلاً يخفونها في بعض الفواكه، ينطبق عليهم؛ الغباء خبز عالمي.