التعليم لا أحد ينكر أهميته، والمعلم لا يمكن نسيان فضله على طلابه، فهو يقف في الصف الأمامي في حرب مع الجهل ورفع الأمية والنهوض بالمجتمع. واليوم وفي ظروف الجائحة كورونا «كوفيد - 19» اضطرت وزارة التعليم لتطبيق التعليم عن بعد، فأصبح هذا الإجراء والنظام حديث الساعة، وكونه جديد التطبيق ويهم 6 ملايين طالب وطالبة، يضاف لهم جميع الأسر، وأكثر من نصف مليون معلم ومعلمة، كان الاهتمام شاملا وعلى كل المستويات ومختلف الجهات والأفراد، وعلى هذا الأساس توجه الشعور والتفاعل ناحية الميدان التعليمي بشكل تلقائي من الكاتب والشاعر وكل من يملك وسيلة تعبير. هذا يتعاطف مع أولاده والآخر مع جيرانه والجميع يهمهم مستقبل مجتمعهم ووطنهم والرقي بالجانب المعرفي والتحصيلي وتلقي العلم. ولأن المعلم يعتبر هو المحرك الرئيس في جانب التعليم والتعلم أيضا، وبدونه لا يتحقق هدف ولا تنفذ خطة، كان ولا يزال صاحب إحساس بمسؤوليته قائما بدوره المنوط به قبل تلك الجائحة وأثناءها الآن، وكان بعض من لم يجرب عملية التعليم والقيام بمهامها وتنفيذها، سواء لديه أولاد يدرسون أو ليس لديه، كانوا يظنون أن عملية التعليم سهلة، وأن المعلم دوره بسيط، يلقي بعض الكلمات على طلابه أو يأمرهم بواجب فصلي أو منزلي يؤدونه ثم ينصرف لغرفة المعلمين يتناول الشاي. بينما الواقع غير ذلك تماما، فالمنصفون والعارفون بالمدارس والمعاناة التي يعانيها المعلمون والمعلمات كبيرة جدا، ففيها تضحية بأوقاتهم حتى في بيوتهم إعدادا واستعدادا للدروس، مع الجهد في أثناء التدريس، والصبر على طالب كثير الحركة أو شقي مع زميله أو متنمرا على زملائه أو له ظروف تستوجب أن يخص بوقت إضافي أو عازف عن التعلم أو مستواه أقل من غيره.. الخ. كما أن المعلم والمعلمة لهما حياتهما الخاصة وأسرهما وأطفالهما الذين تركوهما وينتظرون العودة لهم مطالبهم التي يحتاجون من والديهم - المعلمين - ورغبة أن يتفرغوا لهم رغم استهلاك كل جهدهم في المدارس بحكم وظيفتهم. هذا الجهد أحس به البعض منذ زمن طويل ولكن البعض الآخر لم يحس به، فالذي أحس به قال: قم للمعلم وفه التبجيلا كاد المعلم أن يكون رسولا.. ولكن الذي لم يدرك تعب المعلم ظن أنه يتمتع بإجازة طويلة ويتردد على المدرسة دون أن يبذل جهدا يذكر، وما ذلك إلا لغفلة الناس عن معاناة المعلمين والمعلمات، وهذا يحز في نفوس المعلمين عندما لا يكرر شكرهم ولا يقدر تعبهم ولا يعينهم من استنفد جهدهم. وعندما حلت هذه الجائحة دخلت المعاناة كل بيت، وأدرك الجميع أن هناك مسؤولية وعليهم كأولياء أمور أن يقوموا بها على أكمل وجه، مشاركة مع المدرسة، وأن أي تكاسل من قبل الأسرة وأفرادها سوف ينعكس على مستوى أولادهم، وأن العملية ستكلفهم الجهد والوقت والمال وعليهم استعارة الصبر من أهل الصبر وهم المعلمون، وأن عليهم أن يساهموا بشيء من التجهيزات داخل منازلهم لخلق بيئة تعليمية مناسبة، وأن زمن الغفلة عن الأولاد عند من كان يغفل عنهم قد ولى وحل محله الاعتراف بواقع مختلف وعليهم أن يتذكروا معاناة المعلم وصبره ويستشعر الحمل الثقيل الذي كان يقوم به في سبيل تعليم أولادنا. يقول الشاعر عوض البلوي: لا يا بعد عين الفضا والمنصات يا هيئة التدريس نور المدارس والله لو تفتح جميع المحطات ما عوضت بوجودكم كل دارس العلم ساحة والعطا فيه غارات ومعلم الطلاب قايد وفارس من يوم صار العلم عن بعد بالذات بانت لنا قيمة معلم وحارس.. ويقول الشاعر عواض بن راجي: سامحونا والله أنا ما عرفنا قدركم لين ابتلشنا بالمنصه واجهزتنا اللي عليها كم صرفنا ووقتنا اللي راح بالهوشات نصه ذاك نام وذاك حام وذا قرفنا كل يوم والعصا وارد بعصه سامحونا وبايحونا بما اقترفنا عظم الله أجركم عن كل حصه والتحيات اقبلوها من طرفنا كل واحد منكم بذاته نخصه.. ومن الأبيات الطريفه عن أول يوم دراسي عن بعد يقول محمد المنيع (أبو رواف): يامل قلب بالمواليف محتار امعلق كنه روابط منصه حاول بها الطالب من يمين ويسار ولا حصل له يدخل اليوم حصه.. المعلم محرك رئيس في التعليم بيئة المدارس تساعد على الاستيعاب ناصر الحميضي