يوم أول من أمس 7 /9 / 2020 أُسدل الستار على قضية المواطن السعودي جمال خاشقجي بصدور أحكام نهائية تجاه المتهمين بمقتله (رحمه الله). مقولة راسخة: «العدل أساس الملك»؛ ولذلك ظلّت هذه البلاد تنعم بالاستقرار منذ تأسيسها على يد المؤسس الملك عبدالعزيز -رحمه الله تعالى- وحتى عهدنا هذا عهد ملك العدل والحزم والعزم، وولي عهده الأمين -حفظهما الله- وكم من الشواهد التي كانت تثبت ما تأسس فعلياً عليه نظام المملكة الحاكم، وأنه لا أحد فوق العدالة وسيادة القانون كائناً من كان. سوى أنّه لم يكن مفاجئاً لمن عهد سياسة المملكة وعدل قيادتها فيما كشف عنه بيان النيابة العامة النهائي والأخير حول قضية المواطن جمال خاشقجي -رحمه الله- ما أن أوفت الرياض بما وعدت به حتى اختفت أصوات الحقوقيين وجُنّ جنون مهاجمي المملكة في قضية المواطن جمال خاشقجي -رحمه الله- وهكذا بكل اختصار. حيث أصدرت المحكمة الجزائية بالرياض أحكاماً بحق ثمانية أشخاص مدانين، واكتسبت الصفة القطعية، طبقاً للمادة (210) من نظام الإجراءات الجزائية وتعكس هذه الأحكام وفقاً لمنطوقها بعد إنهاء الحق الخاص بالتنازل الشرعي لذوي القتيل تقضي بالسجن لمدد بلغ مجموعها 124 سنة، طال كل مدان من عقوبتها بحسب ما صدر عنه من فعل إجرامي، حيث قضت الأحكام بالسجن 20 عاماً على 5 من المدانين حيال كل فرد منهم، 3 من المدانيين بأحكام تقضي بالسجن 10 سنوات لواحد منهم، و7 سنوات ل2 منهم، وكون هذه الأحكام نهائية واجبة النفاذ؛ طبقاً للمادة (212) من نظام الإجراءات الجزائية مما يعكس مدى عدالة محاكمة القضية وشفافية القضاء السعودي، وعليه أُغلقت القضية بشقيها العام والخاص بعد تنازل ذوي القتيل عن الحق الخاص لوجه الله تعالى. ورغم أن بيان النيابة العامة الذي أُسدل فيه الستار عن القضية وأُعلنت نتائج التحقيقات والمحاكمات التي وإن كانت في الرياض لكنّها تُعتبر دولية لمن حضرها من تمثيل دولي عالي المستوى، وتعاملت فيه المملكة منذ أول وقوع الحادثة بكل صراحة ووضوح وشفافية، وفتحت أبواب محاكمها لمندوبي خمس دول، وأشركت العدالة السعودية كذلك كل من له طرف أو مصلحة للاطلاع ومتابعة سير التقاضي بمن فيهم وعلى رأسهم أبناء المواطن جمال خاشقجي -رحمه الله- ذاتهم فما أن أُعلن عن بيان النيابة العامة حتى غرّد الابن صلاح جمال خاشقجي قائلاً: «إنصاف القضاء يقوم على مبدئين، العدالة وسرعة التقاضي، فلا ظلم ولا مماطلة. اليوم القضاء أنصفنا نحن أبناء المرحوم بإذن الله جمال خاشقجي. ونؤكد ثقتنا في القضاء السعودي بكافة مستوياته وقيامه بإنصافنا وتحقيق العدالة. الحمد لله والشكر له» مثبتاً ثقته وإخوته وأسرتهم في عدالة القضاء السعودي وحفظ حق والدهم وكما وعدهم وطنهم وأوفى بوعده عملاً أثبت الأقوال. بيان النيابة العامة حول قضية مقتل خاشقجي -يرحمه الله- ألجم كل ناعق من المتاجرين بقميص خاشقجي وبهذه القضية بقصد الإساءة للمملكة ومحاولة النيل من نزاهة وعدل قضائها، ولكن دوماً الحق يعلو ولا يُعلى عليه قال تعالى: (فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاءً وَأَمَّا مَا يَنفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الْأَرْضِ كَذَلِكَ يَضْرِبُ اللهُ الْأَمْثَالَ).