تواصلت أمس بمدينة بوزنيقة المغربية جلسات الحوار الليبي بين وفدي المجلس الأعلى للدولة وبرلمان طبرق في أجواء إيجابية، وتهدف إلى تثبيت وقف إطلاق النار وفتح مفاوضات لحل الخلافات بين الفرقاء الليبيين. وكان الوفدان قد عقدا أول من أمس أولى جلسات الحوار التي أعربا في ختامها عن رغبتهما الصادقة في تحقيق توافق يصل بليبيا إلى بر الأمان لإنهاء معاناة المواطن الليبي، وشددا على حرصهما على توفير المناخ الأخوي الملائم الذي يساعد على إيجاد حل للأزمة بهدف الوصول إلى توافق يحقق الاستقرار السياسي والاقتصادي الذي من شأنه رفع المعاناة عن الشعب الليبي والسير في سبيل بناء الدولة المستقرة. إلى ذلك دعا وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف أمس الاثنين إلى وقف فوري لإطلاق النار في ليبيا، وقال إن موسكو تريد تسوية الصراع عبر الحوار. وقال المسؤولون الليبيون والمغاربة إن لقاء بوزنيقة لا يشكل مبادرة موازية لجهود لأمم المتحدة وإنما تكميلا لدورها في مسار القضية الليبية. وعقدت المباحثات التي تستمر حتى الغد خلف الأبواب المغلقة. ويأتي هذا اللقاء بعد أسابيع من زيارة كل من رئيس المجلس الأعلى للدولة في ليبيا خالد المشري ورئيس مجلس النواب الليبي عقيلة صالح إلى المغرب بدعوة من رئيس مجلس النواب المغربي. كما يأتي بعد أسابيع من زيارة الممثلة الخاصة للأمين العام، ورئيسة بعثة الأممالمتحدة للدعم في ليبيا بالإنابة، ستيفاني وليامز للمغرب في إطار المشاورات التي تقودها مع مختلف الأطراف الليبية والشركاء الإقليميين والدوليين لإيحاد حل للأزمة هناك. وقال يوسف عقوري رئيس لجنة الخارجية بمجلس النواب الليبي في افتتاح الاجتماعات الاحد «سنبدل قصار جهدنا لتجاوز الماضي، والتوجه لرأب الصدع والسير نحو بناء الدولة الليبية القادرة على إنهاء معاناة الليبيين وتحقيق الاستقرار والتطلع لبناء المستقبل الزاهر». كما قال عبدالسلام الصفراني رئيس وفد المجلس الأعلى للدولة في ليبيا أنهم يتطلعون «في لقائنا هذا إلى العمل على كسر حالة الجمود واستئناف العملية السياسية وعقد لقاءات بناءة مع شركائنا في مجلس النواب من أجل الوصول إلى حل توافقي سياسي وسلمي». وأضاف «في ظل الانقسام السياسي والمؤسساتي يتوجب على مجلس النواب والمجلس الأعلى للدولة تحمل مسؤوليتهما في الإسراع في إيجاد حل لهذه الأزمة، وحفظ البلاد من التقسيم والحفاظ على المسار الديموقراطي وتجنيب بلادنا من سوء حرب جديدة لا سمح الله». =