نسمع منذُ قديم الزمان مقولة «النصر بمن حضر» وهي مقولة رسخها بنو نصر كدلالة على أن من يرتدي القميص النصراوي قادر على حمله والدفاع عنه إلا أن أرض الواقع تناقض هذه المقولة فما فعله النصراويون مؤخراً من ملاحقة للمدافع البرازيلي مايكون ومن حملات تباكٍ إعلامية تويترية تؤكد بما لا يدع مجالاً للشك أنه ما كان يُرَدد سابقاً مجرد شعارات وهمية مشابهة للمقولة الحالية المُضحكة «الهلال يغار من النصر» فكيف للقمر أن يغار من سواه؛ فالهلال المتفوق في كل شي إلا في الضجيج لا يمكن له الالتفات لنادٍ يبعد عنا بطولاتياً، فالمُطلع في التاريخ يدرك بأن النصر يأتي رابعاً في البطولات بعد الهلال والاتحاد والأهلي، صوتٌ يرد من بعيد: تجاوزوا أندية الغربية ومن ثم فكروا في الاقتراب من سيد القارة الآسيوية. دائماً ما نسمع مقولة الريال وبرشلونة، الأهلي والزمالك، وهي صحيحة بحكم أنها الأكثر بطولات فأحدهم الأول والآخر الثاني، لكن الغريب أن نسمع الهلال والنصر وكأن النصر ثاني الترتيب بطولاتياً فيما الواقع يقول إنه الرابع، فلماذا لا نسمع مقولة الهلال والاتحاد بحكم عدد الإنجازات، لماذا يتقدم النصر إعلامياً على الاتحاد والأهلي رغم أنهما يفوقانه رقمياً؟ رسالة إلى إعلام هذين الناديين فالجواب لديهما. حالياً النصر هو صاحب الصوت الأعلى إعلامياً والسبب مواجهته المقبلة مع الهلال، فدائماً ما يستفيد «جار القمر» من مجاورته للقمر، فمن يتابع أتلتيكو مدريد إذا لم يواجه ريال مدريد، ومن سيتابع النصر إن لم يواجه الهلال، ألم أقل لكم إن «جار القمر» هو المستفيد من مجاورته للقمر. في تاريخ الديربي يتفوق الهلال بالمواجهات المباشرة وهي الفيصل، وكذلك يتفوق بعدد مرات الانتصار داخلياً وخارجياً وبالحكم الأجنبي، النصر لم يستطع هزيمة الهلال في البطولات الخارجية طوال تاريخه، كذلك يتفوق الهلال بالنتيجة الأكبر حيث لم يستطع النصر الانتصار أبداً بالخمسة فيما قسى الهلال عليه حينما هزمه بخماسيتين تاريخيتين في أقل من 8 سنوات برئاسة من أعادهم للبطولات الأمير فيصل بن تركي إحداهما شهدت هروباً تاريخياً. لمحات: * لم يخسر أسطورتا الهلال «الثنيان وسامي» بأكثر من فارق هدفين من النصر، فيما خسر أحد أساطير النصر الكابتن ماجد بفارق ثلاثة أهداف من الهلال، أين العُقدة المزعومة أم أنها كالعادة «طهبلة» إعلامية. * في القنوات الرياضية السعودية تحضر جميع مباريات الهلال والنصر إلا لقاءهم التاريخي في موسم 1413ه عندما أجبر الهلاليون ماجد على السنترة خمس مرات بعدما انتصروا برباعية تاريخية في موسم كاد أن يهبط فيه النصر، يا ترى ما سبب غياب هذه المواجهة عن شاشة قناة الوطن. * سجل لاعب الوسط المتقدم النصراوي فهد الهريفي 5 أهداف فقط في الهلال.. فيما سجل المدافع الظهير حسين الحبشي 7 أهداف في مرمى النصر خدعوك فقالوا: فهد متخصص في الهلال. * اتهم بعض إعلامهم الأسطورة سامي الجابر بعدم الإلمام بالفن، واليوم هاهم يسابقون الزمن خلف أحد خياراته الفنية مايكون، الزمان وحده كفيل بفضح أصدقاء التناقض. * عملت حواراً صحفياً عبر صفحات الحبيبة «الرياض» مع الكابتن ماجد المرشدي أكد فيه عدم خسارته أبداً أمام النصر رغم تمثيله الهلال لمدة 10 سنوات.. ومن حينها لم نسمع من مؤرخي النصر إلا حديث الصمت. * محاولة الإعلام النصراوي التأثير على المعسكر الهلالي نفسياً أصبحت قديمة وبالية، فكل هذه المحاولات فضحها حسام غالي عندما صرح قبل سنوات قريبة «في المعسكرات نجومنا يخافون الهلال» كانوا يلقبونه بالمحلي، واليوم بعد وصوله للمونديال أصبحوا يحفرون بحثاً عن بطولاتٍ «محلية» مزعومة قبل 70 عاماً.