تبنّى مجلس الأمن الدولي السبت قراراً لتمديد آليّة إدخال المساعدات الإنسانيّة عبر الحدود إلى سورية، لكن مع تقليص جديد للآليّة فرضته روسيا على الدول الغربيّة. وبعد أسبوع من الانقسامات وسبع عمليات تصويت، تبنّى المجلس بغالبيّة 12 صوتاً من أصل 15، مقترحاً ألمانيّاً - بلجيكيّاً ينصّ على إبقاء معبر باب الهوى على الحدود التركيّة في شمال غرب سورية مفتوحاً لمدّة عام، بدلاً من نقطتَي عبور كانتا مستخدمتَين في السابق. وامتنعت ثلاث دول عن التصويت هي روسيا والصين وجمهورية الدومينيكان، بحسب دبلوماسيّين. وقال وزير الخارجية الألماني هايكو ماس «إنه خبر سار لملايين السوريين أنّ مجلس الأمن تمكّن أخيراً من الاتّفاق على اقتراحنا التوافقي». وقالت إستونيا، عضو المجلس، إنّه من أصل أربع نقاط عبور العام الماضي لم يبق حاليًّا سوى معبر واحد «في حين أنّ هناك ملايين الأرواح المعرّضة للخطر في شمال غرب سورية». بدورها نددت بلجيكا «بيوم حزين آخر لهذا المجلس وخاصة للشعب السوري». وتسمح آلية الأممالمتحدة بإيصال المساعدات للسوريين من دون موافقة النظام السوري، وتعتبر روسيا أن التفويض ينتهك السيادة السورية. وأشارت إلى أن 85 % من المساعدات تمر عبر باب الهوى وبالتالي يمكن إغلاق معبر باب السلام. ويرى الغربيون أن هذه الحجج واهية، معتبرين أنه لا يوجد بديل يتمتع بالمصداقية لهذه الآلية وأن البيروقراطية والسياسة السورية تمنعان نقل المساعدات بفعالية إلى المناطق الخارجة عن سيطرة النظام. وفي تقرير صدر في أواخر يونيو، طلب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس تمديداً لمدة عام للتفويض وإبقاء نقطتَي الدخول على الحدود التركية، لمواجهة مخاطر الوباء الذي ينتشر في المنطقة. وحتى يتم تبني تعديل أو مشروع قرار، يجب الحصول على تسعة أصوات على الأقل من بين 15 في مجلس الأمن، شرط عدم اعتراض إحدى الدول الدائمة العضوية التي لها حقّ النقض (الفيتو). وقامت موسكو في يناير بعد استخدام حق النقض (الفيتو) في نهاية ديسمبر، بتقليص آلية عبور الحدود من أربعة معابر إلى معبرين ولمدة ستة أشهر، ويتم تمديد الموافقة سنويًا منذ تطبيقها في العام 2014. من جانبها قالت وكالات إغاثة إن قرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة الذي قضى بفتح معبر واحد بدلاً من معبرين حدوديين لتسليم المساعدات من تركيا إلى شمال غرب سورية الخاضع لسيطرة المعارضة سيؤدي إلى فقدان أرواح ويزيد من معاناة 1.3 مليون سوري يعيشون في المنطقة. وقالت وكالات الإغاثة العاملة في سورية في بيان مشترك «ستزداد في شمال غرب سورية، حيث تم إغلاق شريان حيوي عبر الحدود، صعوبة الوصول إلى ما يقدر بنحو 1.3 مليون شخص يعتمدون على الغذاء والدواء الذي تقدمه الأممالمتحدة عبر الحدود».