ارتفع الطلب على الغاز الطبيعي في آسيا منذ عمليات الإغلاق من "كوفيد-19" التي شهدها الربعين الأول والثاني من عام 2020، ولكن الانتعاش كان عشوائياً مع معاناة أسواق الغاز الطبيعي المسال. ويشهد البلدان التي ظهرت في وقت مبكر، مثل الصين، الآن تشبع الطلب على الغاز، في حين لا تزال بلدان أخرى مثل الهند تشهد انتعاشاً في واردات الغاز الطبيعي المسال حتى يونيو. ولكن نمو الطلب على الغاز لا يزال هشاً خلال فصل الصيف بسبب التفشي الثانوية والأضرار الاقتصادية. وتم تقييم أسعار أغسطس لأسواق اليابان وكوريا بقيمة 2.150 دولار لكل مليون وحدة حرارية بريطانية في 30 يونيو، بحسب بيانات "قلوبال بلاتس" وهو أعلى قليلاً من الأسعار المنخفضة القياسية وانخفض من أكثر من 5 دولارات في بداية العام. وانخفضت أسعار الغاز الطبيعي المسال المتعاقد عليها بشكل حاد في نهاية مارس، لتتقارب مع أسعار أسواق اليابان وكوريا الفورية، بما يتماشى مع انخفاض أسعار النفط الخام إلى 20 دولار للبرميل. ولكن انتعاش أسعار النفط في مايو شهد تباعد أسعار الغاز الطبيعي المسال الفوري وأسعار الغاز الطبيعي المسال المرتبطة بالنفط مرة أخرى. ومن المتوقع ان تعثر أسواق اليابان وكوريا وتسهيلان نقل الملكية على الدعم من ارتفاع صعودي في الأشهر المقبلة على خلفية الأساسيات الناشئة بما في ذلك تخفيضات الإنتاج في الولاياتالمتحدة وآسيا. وفي التدفقات التجارية، استوردت الصين 5.2 ملايين طن متري من الغاز الطبيعي المسال في مايو، بزيادة 18٪ على أساس سنوي و2.7٪ أعلى من أبريل، بحسب ما أظهرت بيانات الجمارك. وكان هذا هو أقوى نمو على أساس سنوي منذ أغسطس 2019، وأعلى من النمو المسجل في مايو 2019 بنسبة 7.6٪. ولكن وصول الغاز الطبيعي المسال في يونيو يتباطأ مع ذروة الانتعاش في الصين بعد التعافي من برنامج كوفيد-19. ونجحت شركة أرامكو السعودية بتفعيل إحدى أهم خططها الاستراتيجية المتمثلة ببدء تجارتها الدولية للغاز الطبيعي المسال من خلال شركة أرامكو للتجارة التابعة لها عبر مكتبها الجديد في سنغافورة الذي يتولى أعمال المتاجرة بالغاز المسال بالشراء من المنتجين والبيع مقابل الحصول على نسبة من ربحية المشروع ليمنح أرامكو الفرصة لمعرفة خفايا الأسواق وسبل التعامل مع المستهلكين حتى قبل الشروع بالإنتاج. في الوقت الذي يشهد فيه الطلب على الغاز الطبيعي إزياد في مختلف دول العالم مما حد بشركة أرامكو للتوسع في استثمارات الغاز بإعداد خطة من مرحلتين لتوسعة شبكة الغاز الرئيسة حيث ساهمت المرحلة الأولى، التي أنجزت في عام 2017، في زيادة الطاقة الاستيعابية للشبكة إلى 9.6 بلايين قدم مكعبة قياسية في اليوم. ومن المقرر أن تؤدي المرحلة الثانية إلى زيادة هذه السعة إلى 12.5 مليون قدم مكعبة قياسية في اليوم في 2019. وكانت واردات الهند من الغاز الطبيعي المسال في أبريل في أدنى مستوياتها في أكثر من ثلاث سنوات، وفق ما أظهرته البينات الرسمية. ولكن في مايو انتعشت بنسبة 22.4٪ على أساس شهري إلى 2.38 مليار متر مكعب، مما يعكس تخفيفا تدريجيا لتدابير الإغلاق. ومن المقرر أن تستمر وارداتها من الغاز الطبيعي المسال في الارتفاع بشكل حاد في يونيو مع استمرار الانتعاش. وانخفضت مبيعات الغاز الطبيعي المسال الهندية في مايو بنسبة 24.1٪ مقارنة بالعام السابق إلى 1.632 مليون طن متري فقط، وهو الانخفاض الشهري الثالث على التوالي وأكبر انخفاض على أساس سنوي منذ أكثر من عقد من الزمان منذ أن بدأت "بلاتس" في تجميع مثل هذه البيانات في يناير 2010. وانخفض الطلب في شهر مايو بنسبة 27.9٪ من 2.263 مليون طن متري في أبريل. وانخفضت مشتريات كوريا الجنوبية من الغاز من قبل مولدات الطاقة في مايو 36٪ على أساس سنوي، في حين انخفضت المبيعات لشركات الغاز بالتجزئة للمنازل والشركات بنسبة 13.3٪. وتعني المبيعات المنخفضة في المصب أن المخزونات تعاني وأن وصول الغاز الطبيعي المسال إلى كوريا الجنوبية في يونيو كان أقل من مايو حيث ينخفض إلى أدنى مستوياته منذ عدة أشهر. واستوردت اليابان 4.6 ملايين طن من الغاز الطبيعي المسال في مايو، بانخفاض 18٪ على أساس سنوي و12٪ أقل من أبريل، وهو أدنى مستوى له منذ منتصف عام 2009، وفقا للبيانات الرسمية. وعادة ما يتراجع الطلب على الطاقة اليابانية في مايو بسبب عطلة الأسبوع الذهبي، ولكن هذا العام كان أسوأ بكثير. بينما يعد وصول الغاز الطبيعي المسال إلى اليابان في يونيو أفضل قليلاً، ولكن ليس تحسناً كبيراً لأن الطلب في المراحل النهائية لا يزال يواجه تحديات. واستوردت تايلاند 445,778 مليون طن من الغاز الطبيعي المسال في مايو، بانخفاض 35.7% عن العام الماضي، وأقل بنسبة 29.1% عن أبريل، وفقاً لبيانات الجمارك. وقالت تحليلات "بلاتس" إن إجمالي إمدادات الغاز في تايلاند في أبريل انخفضت إلى أدنى مستوى لها منذ عام 2014، مع انخفاضات في الإنتاج المحلي وخطوط الأنابيب وواردات الغاز الطبيعي المسال مما يعكس ضعف الاقتصاد وانخفاض الاستهلاك. ولا تزال واردات الغاز الطبيعي المسال في يونيو قوية.