توحدت خطب الجمعة لأكثر من عشرين ألف خطيب في مختلف مناطق ومحافظات المملكة عن التنويه بقرار المملكة إقامة حج هذا العام بأعداد محدودة جداً للراغبين في أداء مناسك الحج من مختلف الجنسيات من المقيمين داخل المملكة، مشيرين إلى موافقته لمقاصد الشريعة الإسلامية في الحفاظ على النفس البشرية، لاسيما في ظل جائحة كورونا. وأجمع الخطباء على أن الدولة - رعاها الله - سعت ومازالت تسعى بكل إمكاناتها للقيام بحقوق البيت الحرام وشعائر الحج وإكرام الحجاج والمعتمرين والزوار، مشيرين إلى أن من جميل مآثر المملكة وحميد صنائعها ما أعلنت عنه من قيام شعيرة الحج لهذا العام في ظل جائحة كورونا مع تقليل أعداد الحجاج، حفاظاً على هذا الركن العظيم من التعطيل، وحفاظاً في الوقت نفسه على أرواح الناس وحياتهم وصحتهم محلياً وعالمياً، فموسم هذا العام يأتي والعالم يعاني من هذا الوباء الخطير. وأكد الخطباء على أن المملكة راعت مقاصد الشريعة السمحة في قرار الحج من أجل أمن وسلامة الحجيج وتوفير كل أسباب الراحة والطمأنينة لهم ليؤدوا نسكهم بكل يسر وسهولة. وبيّن الخطباء أن من فضل الله تعالى أن جعل في الحج منافع لا يعلمها كلَّها إلاّ هو، فمن منافعه أن الحج المبرور ليس له جزاء إلاّ الجنة، وأن من حج لله فلم يرفث ولم يفسق رجع كيوم ولدته أمه، ومن منافعه التعارف والتآلف بين المسلمين وتعاونهم على البر والتقوى، ومن منافعه أن أذن الله فيه بالتجارة كما قال تعالى: (الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَعْلُومَاتٌ فَمَنْ فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ فَلَا رَفَثَ وَلَا فُسُوقَ وَلَا جِدَالَ فِي الْحَجِّ وَمَا تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ يَعْلَمْهُ اللَّهُ وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى وَاتَّقُونِ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ) الآية، ذاكرين أن من تيسير الله تعالى على هذه الأمة أن جعل فرضه عليهم مرة واحدة في العمر تخفيفاً وتسهيلاً.