غيب الموت في مثل هذا اليوم من الأسبوع الماضي رائد الإعلام الرياضي في دولة الكويت الشقيقة الأستاذ فيصل مبارك القناعي (1950-2020م) بعد رحلة طويلة مع المرض. وأفنى الراحل ثلثي عمره في خدمة الإعلام الرياضي إذ بدأ مسيرته الصحفية عام 1969م محرراً رياضياً في جريدة السياسة ثم رئيساً للقسم الرياضي وسكرتيراً للتحرير. ورافق الفقيد منتخب الكويت الأول في معظم مشاركاته وواكب إنجازاته الكروية في عصره الذهبي على الأصعدة الإقليمية والقارية والدولية. تاريخ إعلامي رياضي عريق ويعد القناعي أحد أعمدة الصحافة الرياضيةالكويتية والعربية والآسيوية، وتقلد العديد من المناصب خلال مسيرته الإعلامية ومنها: نائب رئيس الاتحاد الدولي للصحافة الدولية والنائب الأول لرئيس الاتحاد الآسيوي للصحافة الرياضية، وعضو لجنة الاتصالات باتحاد اللجان الأولمبية الدولية (الاكنو) وعضو المكتب التنفيذي للاتحاد العربي للصحافة الرياضية، وأمين السر العام لجمعية الصحفيين الكويتية، ورئيس اللجنة الإعلامية باللجنة الأولمبية الكويتية. كما تم تسميته رئيساً فخرياً للاتحاد الآسيوي للصحافة الرياضية، ومستشاراً لاتحاد الصحفيين العرب. الاتحاد الآسيوي نعى رئيسه الأسبق ونعى الاتحاد الآسيوي للصحافة الرياضية رئيسه الأسبق فيصل القناعي ببيان تضمن تعزية رئيسه الحالي سطام السهلي، وكافة أعضائه، وأكد الاتحاد في بيانه أن مشوار الراحل كان حافلاً خدم من خلاله الصحافة الرياضية بكل تفانٍ وإخلاص خلال عقود طويلة حتى سجل اسمه رائداً من رواد الصحافة الرياضية في الكويت، والقارة الآسيوية ورمزاً من رموزها وعلامة بارزة من علامات الإعلام الرياضي الدولي إذ شغل منصب نائب رئيس الاتحاد الدولي للصحافة الرياضية، وحظي باحترام وتقدير من كافة الأوساط الرياضية والإعلامية لما قدم من أعمال جليلة ومساهمات كبيرة للصحافة الرياضية. الباهلي: القناعي واجهة كويتية مضيئة ويقول المؤرخ الكويتي والباحث في التاريخ الرياضي الأستاذ «سلطان الباهلي» عن تاريخ ومسيرة فقيد الإعلام الرياضيالكويتي في حديث ل (الرياض): «كان فيصل القناعي «رحمه الله» شخصية اجتماعية محبوبة من الجميع، وواجهة رياضية إعلامية مشرفة للكويت على الساحة الخارجية وتميز «شيخ الصحفيين» برصانة الفكر والحكمة في معالجة الأمور السلبية والاشكالات التي شغلت صحافة العالم العربي الرياضية في الأعوام الماضية». وأضاف: «كان القناعي رائد الصحافة الرياضية في الكويت والقارة الآسيوية ورمزاً من رموزها الذين كان لهم دور إعلامي بارز في خدمة الحركة الرياضيةالكويتية على مدى نصف قرن. أقرب الإعلاميين لفهد الأحمد وارتبط الراحل بالشيخ فهد الأحمد «رحمه الله» منذ مطلع السبعينيات الميلادية، وحظي بثقته ورافقه في معظم التظاهرات الرياضية والاجتماعات الخارجية، وبقي اسمه خالداً في تاريخ الإعلام الرياضي الإقليمي والقاري». «السياسة» محطة البداية وأشار المؤرخ الكويتي الباهلي إلى أن الفقيد عمل في بداياته الصحفية عام 1969م محرراً متعاوناً في القسم الرياضي لجريدة السياسة، الذي كان يرأسه المصري رمزي عطيفة، وكانت وظيفة القناعي الأساسية معلماً بوزارة التربية وترقى في ميدان التعليم إلى أن تقاعد من العمل الحكومي بين عامي (95-1996م) وظل يعمل بصحيفة السياسة إلى أن تولى بعد ذلك رئاسة القسم الرياضي، وأسند إليه منصب سكرتير التحرير. ثم أصبح عضواً في جمعية الصحفيين الكويتية وأميناً للسر العام بالجمعية. وكان القناعي من المؤسسين لجريدة الجماهير التي صدرت في عام 1983م أعقبه رئاسته لتحرير مجلة الشهيد، وهي إصدار رياضي يعنى بأنشطة اللجنة الأولمبية الكويتية. إصدارات رياضية للراحل وترأس القناعي اللجان الإعلامية في أكثر من بطولة استضافتها الكويت أبرزها بطولة الصداقة والسلام الدولية بجانب أكثر من دورة خليجية. ولفيصل عدد من المؤلفات الرياضية كان أولها كتاب (نجوم الرياضة في بلدي) بمشاركة زميليه منصور الميل «رحمه الله» وناصر حسين. المرض أقعده واعتزل «شيخ الصحفيين الكويتيين» العمل الإعلامي في السنوات العشر الماضية بسبب معاناته المرضية، وذهب «أبو غازي» للعلاج في الخارج أكثر من مرة، واستكمل علاجه في الكويت إلى أن وافته المنية «رحمه الله». أول تكريم من اتحاد الكرة وذكر المؤرخ الكويتي سلطان الباهلي في ختام حديثه أن رئيس الاتحاد الكويتي لكرة القدم الشيخ أحمد اليوسف الصباح قرر وأعضاء الاتحاد هذا الأسبوع في لمسة وفاء ومبادرة تكريمية إطلاق اسم فيصل القناعي على المركز الإعلامي باتحاد الكرة، وذلك تقديراً للمسيرة الطويلة، والجهود المخلصة التي بذلها الراحل طوال مشواره في الصحافة الرياضية «رحمه الله». الفقيد مؤدياً مناسك العمرة قبل أن يقعده المرض فيصل القناعي «رحمه الله» مع ابنه مبارك بعد عودته من رحلته العلاجية الأخيرة المؤرخ الرياضيالكويتي سلطان الباهلي (الطريق إلى برشلونة) كتاب من إصدارات الراحل مع زميله جابر نصار 1992م. (أرشيف: سلطان الباهلي) القناعي مع الشيخ فهد الأحمد في اجتماع رؤساء اللجان الأولمبية الخليجية بالرياض 1403ه ويظهر خلفهما «المحرر» والزميل محمد العوام فهد الدوس