ناقش عدد من الخبراء في تخصصات مختلفة "العمل التطوعي" وأنه ثقافة سعودي أصيلة حضرت بقوة لمواجهة جائحة "كورونا" ووحدت الجهود ما بين مؤسسات حكومية وقطاع خاص ومؤسسة مجتمع مدني ومتطوعين ومهتمين وأهل الخير. واتفقوا أن منطقة عسير بقيادة سمو أميرها صاحب السمو الملكي الأمير تركي بن طلال بن عبدالعزيز، قدمت نموذجاً وطنيًا من خلال مبادرة "نشامى عسير" التي أثمر عنها حتى الآن أربع مبادرات، كل مبادرة تغطي جانب من الجوانب الحيوية التي تأثرت بجائحة كورونا. جاء ذلك في الندوة التي كانت برعاية صاحب السمو الملكي الأمير تركي بن طلال بن عبدالعزيز أمير منطقة عسير، وتنظيم جمعية "إعلاميون" ونادي أبها الأدبي، بعنوان: واقع التطوع ومفاهيمه.. "نشامى عسير" أنموذجاً، وشارك فيها أربعة متحدثين وافتتحها وكيل إمارة منطقة عسير المكلف الأستاذ محمد بن ناصر بن لبده، الذي شدّد على أن إنشاء منصة نشامى عسير التطوعية في إمارة المنطقة، كانت في بعدها استراتيجية لضمان استمرارية هذا العمل التطوعي النوعي وما أسسته لتحقق تطلعات الأمير تركي بن طلال في أن تكون المبادرة نموذجاً وطنياً للعمل التطوعي الوطني مع وزارة الموارد البشرية والتنمية البشرية. وأدارت الإعلامية هناء الركابي عضو جمعية "إعلاميون"، حديث المشاركين، حيث بيّن رئيس نادي أبها الأدبي الدكتور أحمد بن علي آل مريع أن اجتماع عدة جهات أو مؤسسات لإعداد وتقديم مادة فكرية وثقافية عن التطوع، والتحاور حول مشروع التطوع وواقعه ونموذجه في منطقة عسير، ممثلاً بهذه المبادرة المبتكرة، يؤكد على رعاية وحرص أمير المنطقة على تفعيل المبادرات التطوعية، واهتمامه بالعمل الثقافي والأدبي بشكل متكامل ومنهجي. وقال: إن النادي أطلق مبادرة "الثقافة إلى بيتك" في أربع مجالات الأول مسابقة شعرية بعنوان "الإنسان في قلب الوطن"، والثاني نشاط منبري افتراضي يعقد الندوات والمحاضرات والامسيات الأدبية بصفة دورية من خلال منصة زوم وقناة النادي على اليوتيوب، والثالث توزيع أكثر مكتبة متعددة على مواقع الحجر الصحي بواقع 600 نسخة من إصدارات النادي لكل مرحلة، والرابع مشاركة لجميع الأدباء والمثقفين على مستوى الوطن لاقتراح فعاليات ثقافية في صيف منطقة عسير. من جانبه تناول منسق مبادرة "نشامى عسير" الدكتور ناصر آل قميشان نشأة المبادرة لتلبية طلبات المجتمع في المنطقة للمشاركة في دعم جهود الدولة، فكانت نظرة الأمير تركي بن طلال لعمل استراتيجية تطوعية تعمل وفق رسالة ورؤية وأهداف تنطلق من مهام غرفة إدارة أزمة كورونا تتوازى مع استراتيجية الإخماد التي تعمل عليها وزارة الصحة ليتم العمل على ما يمكن للأفراد تنفيذه عبر الجهد والمال والفكر بعمل تطوعي منهجي أنتجت 28 فرصة للمشاركة منها 13 بالمال، تسع منها بالجهد، وست فرص بالفكر، لتكون متوافقة مع رؤية المملكة 2030 في قيام مجتمع حيوي ورفع أعداد المتطوعين لمليون متطوع ومتطوعة. وتطرق عضو مجلس إمارة منطقة عسير الدكتور عبدالرحمن آل مفرح إلى الأثر الاقتصادي لجائحة كورونا، والذي حرصت عليه الدولة لضمان استقرار الجانب الاقتصادي بدعم القطاعات التجارية وتأجيل الرسوم وإعفاء بعضها، ساهمت في تقليل الضرر على المؤسسات الصغيرة والمتوسطة، مضيفاً أن الدور المحوري لجمعيات حفظ النعمة لتوفير الغذاء للمحتاجين بسلات غذائية ووجبات ساخنة، وتطورت مع حلول العيد لإيصال حلويات وعطور بدعم من مؤسسات وطنية، مؤكداً أن مبادرة "نشامى عسير" عملت على وضع خارطة طريق للعمل التطوعي الممنهج للوصول للمحتاج دون أن يخرج من منزله، مطالباً بالتعاون بين الجمعيات الخيرية وتوحيد الجهود لعدم تقاطع مهامهم واعمالهم، وتوزيع المستفيدين بينهم لتحقيق التكامل.من جهته، أكد رئيس مجلس إدارة جمعية "إعلاميون" الأستاذ سعود الغربي، أن الجانب الإعلامي أحد مقومات العمل التطوعي المؤسسي، وذلك في تشكيل الهوية الاحترافية للعمل التطوعي وايصال رسالته الإعلامية والوصول للجمهور من المستفيدين وصناع القرار والمتبرعين والمتطوعين أنفسهم ومشاركتهم الفاعلة، وذلك عبر اختيار فريق إعلامي متخصص له دوره في صناعة القرار في كل جهة تطوعية، عبر أدواته المتنوعة من برامج الإعلام والعلاقات العامة.وأشار إلى أن "نشامى عسير" اسم جميل يجسد روح الفزعة والنخوة التي يمتلكها الإنسان السعودي، كمبادر ومتطوع لخدمة الناس، وتقديم العون لهم، ولهذا الإسم حظوظه في بناء هوية إعلامية جاذبة وملفته تساعد المشروع على النجاح والحضور الإعلامي والمجتمعي. وشهدت الندوة عدداً من المداخلات الصوتية والمكتوبة تناولت أهمية التطوع، ومن أبرز الأسماء التي شاركت في الحوار والمداخلة: الدكتور علي الشعبي، الدكتور سعد عثمان، إدريس النعمي، الدكتور محمد الشريف، سعد مبارك، وجابر الحمادي. المشاركون في الندوة