نقرأ الأخبار من كل مكان في الكرة الأرضية حول فايروس كورونا الجديد (COVID19)، ومعها الحديث حول آثار كورونا الاقتصادية، وأهم من ذلك، تأثيرها الإنساني على الدول ذات الحاجة والشعوب التي تعيش ضمن تحديات يومية من الصعب معها مجرد غسل اليدين، النصيحة الأولى للوقاية من كورونا. في تاريخ 9 مارس 2020م، وجّه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز – حفظه الله - بتقديم دعم مالي قدره عشرة ملايين دولار أميركي لمنظمة الصحة العالمية لمكافحة فيروس كورونا المستجد استجابة للنداء العاجل الذي أطلقته المنظمة، من أجل اتخاذ إجراءات عالمية لمحاربة انتشار الفيروس، وبنهاية شهر مارس، دعت رئاسة المملكة لمجموعة العشرين، قادة دول المجموعة والدول والمنظمات المشاركة، إلى قمة استثنائية لمناقشة تعزيز التعاون الدولي لمواجهة هذه الجائحة ودعم الإجراءات الاحترازية المتبعة عالمياً وحماية الاقتصاد الدولي من آثار هذه الجائحة. وفي منتصف شهر أبريل أعلنت المملكة تعهدها بتقديم 500 مليون دولار أميركي لمحاربة جائحة كورونا، لدعم المنظمات الدولية الطبية وتغطية الفجوة العالمية للاستجابة للجائحة. وانطلاقاً من اهتمام المملكة وحرصها على دعم الجهود الدولية للاستجابة للجائحة، فقد أعلنت قيادة القوات المشتركة لتحالف دعم الشرعية في اليمن هدنة أحادية الجانب لوقف شامل لإطلاق النار في استجابة لنداء الأمين العام للأمم المتحدة لوقف إطلاق النار، وتضمن الإعلان الإشارة إلى دعم المملكة ب 500 دولار مليار لخطة الاستجابة الإنسانية لليمن للأمم المتحدة 2020 وتقديم 25 مليون دولار للاستجابة لجائحة كورونا في اليمن. وبتوجيه كريم من خادم الحرمين الشريفين وولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان – حفظهما الله - تنظم المملكة في شهر يونيو بالشراكة مع الأممالمتحدة مؤتمر المانحين لليمن، بهدف زيادة الوعي بالأزمة الإنسانية في اليمن والإعلان عن تعهدات مالية، وتعزيز الجهود الإنسانية لرفع المعاناة عن الشعب اليمني الشقيق. حرص المملكة على دعم الجهود الإنسانية والإغاثية والتنموية، لا ينتظر أزمة عالمية أو نداء دولي بل يعكسه تاريخ وحاضر مستمر لجهود تغطي مساحة كبيرة من العالم، منها جهود الصندوق السعودي للتنمية الذي يغطي أكثر من 80 دولة بتمويل المشروعات الإنمائية. ومركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية الذي يعمل في أكثر من 50 دولة، بريادة إنسانية وينقل بهذه الجهود قيمنا إلى العالم، عبر برامج ومشروعات يقدمها المركز مع شركاء من بينهم الأممالمتحدة ومنظماتها وبرامجها واللجنة الدولية للصليب الأحمر. كما أسست المملكة البرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن انطلاقاً من الأخوة والثقافة والجغرافيا بين المملكة والجمهورية اليمنية واستكمالاً لدعم اليمن مالياً وتنموياً وسياسياً، يقدم البرنامج مختلف المشروعات لدعم الشعب اليمني سعياً لتعافيه ضمن بيئة آمنة، مستقرة، ومزدهرة. المملكة، وخلال أشهر، عقدت قمة افتراضية برئاسة خادم الحرمين الشريفين لمجموعة العشرين للاستجابة لجائحة كورونا، وقدمت المبادرات وشاركت في كثير من المؤتمرات والاجتماعات لتعزيز التعاون الدولي وتستمر في العطاء تجاه الإنسان دون تمييز، ورغم كل التحديات التي فرضها الوباء، فقد اجتازتها المملكة بتوفيق من الله ثم بقوتها وثقلها السياسي والاقتصادي وريادتها الإنسانية، وهو فخر لنا في المملكة، كما قال خادم الحرمين الشريفين –حفظه الله- «ومن أجل الإنسان يهون كل شيء». * دبلوماسية سعودية