تستعد وزارة العدل ومجموعة من المدّعين العامين في الولاياتالمتحدة لرفع دعاوى قضائيّة هذا الصيف ضد شركة "غوغل" وقد تؤدي هذه الدعاوى إلى تفكيك الشركة العملاقة بتهمة الاحتكار. والسؤال هل ستكون هذه الدعوى مقدمة لدعاوى أخرى حول تلاعب محرك غوغل في ترتيب المعلومات بما لا يخدم العلم والمعرفة؟ كثيرون كتبوا وأبحاث طويلة نشرت عن "الغش" المعلوماتي الذي يمكن أن يقدمه "غوغل" لغايات تجارية أو حتى سياسية. وقد بدت الصورة أكثر وضوحاً مع استجواب الكونغرس الأميركي لمسؤول في غوغل عن طريقة عمل المحرك. ومن طرائف الاستجواب أن نائبة ديموقراطية (زوي لوفجرين) سألت المدير التنفيذي لغوغل عن سر ظهور صورة "ترمب" أول نتائج البحث عن كلمة أحمق "idiot" في قاعدة غوغل الصور، ولكنه أخذ يبرّر محتجاً بطريقة عمل الخوارزميات. ولكن مايك واكر، وهو مهندس سابق في "غوغل"، كذّب رئيس غوغل مؤكداً أن الشركة لديها موظفون للتلاعب اليدوي بنتائج البحث. ليس ذلك فحسب، بل لقد أعلن تعجبه من نفي مسؤولي الشركة مؤكداً أنه تلقى تعليمات بنفسه للمشاركة في تعديل نتائج البحث. وتشير تقارير إعلاميّة وبحثية إلى ما سبق أن ظهر من معلومات أوائل 2019 كانت ظهرت في تصريحات غريغوري كوبولا، (أحد كبار مهندسي غوغل السابقين) الذي تواصل مع مجموعة مراقبة مستقلة وذكر لها كيف أن خوارزميات غوغل تؤثر (بطريقة انحيازية ذكية) على المعلومات التي يحصل عليها المستخدمون بشأن الخيارات السياسية. وفي نهاية العام (نوفمبر 2019) فجّرت صحيفة "وول ستريت جورنال" الموضوع في تحقيق مدوٍّ بعنوان "كيف تتدخل غوغل في خوارزميات البحث وتغير نتائجك". وأشار التحقيق الذي شارك فيه فريق صحفي إلى أن عملاق الإنترنت "غوغل" يستخدم القوائم السوداء وتعديلات خوارزمية وجيشاً من المقاولين لتشكيل ما يظهر لك على نتائج البحث. ومع كل هذا فلم يعد هناك بوابة جماهيريّة للمعلومات أوسع وأكثر استخداماً من "غوغل" التي أقصت منافسيها بعد أن تمكنت من فهرسة ما يزيد على 130 تريليون صفحة. والحقيقة أن هذا رقم كبير ويعطي القناعة عن قاعدة ضخمة ورهيبة ولكن الحقيقة الأخرى تقول: إن "غوغل" مع ضخامة هذا الرقم إلا أنه لا يمثل سوى 0.004 % (في المئة) فقط من الحجم الحقيقي للشبكة. وهنا يأتي السؤال: لماذا لا يبادر مبادرون آخرون لتولي مهمة "أمين مكتبة العالم" ومنافسة شركة غوغل بكل ما يثار حولها من غبار؟ :قال ومضى* على شرفات الذكريات كل المقاعد محجوزة للأوفياء وحدهم.