تعزيز الثقة أمر في غاية الأهمية في مختلف الظروف لأنها تعتني بثقافة الإنسان، وتعينه بتوفيق المولى عز وجل على تجاوز الأزمات التي يمر بها إذ تحلق به نحو آفاق الأمل والتفاؤل، وديننا الحنيف حثنا على التفاؤل لنجد الخير من خالق الأسباب جلت قدرته، التراكمات المصاحبة لحالات القلق تفرز الكثير من الآلام النفسية عطفاً على ما يفرزه الاحتقان من ظروف معنوية مضطربة إن جاز التعبير، على حين أن الكل يدعو الخالق تبارك وتعالى بأن يزيل الغمة، لكي يعود الهدوء وتسدل السكينة ثوبها القشيب على أرجاء المعمورة، ولكي نتصدى لهذا الزائر الذي لا مناص من التكاتف والتعاضد بالروح القتالية لإقصاء هذا الداء المقيت عدو الاستقرار عدو الإنسان الذي خلقه المولى في أحسن تقويم وكرمه ونعمه، وسنتخطى هذه الظروف الطارئة بحول الله بالحزم والعزم وتحييد الروح الإنهزامية، وذلك بالالتزام بالتعليمات (وربع تعاونوا ما ذلوا) لن ندع هذا الشرير يسلب الأرواح، ويخطف الاستقرار، ويحبس عن المؤمنين بيوته الكريمة، حفظ النفس من الأولويات ولا ريب في ذلك، وكلما ارتفع مستوى الالتزام بالحظر، ضاق الخناق وأبطأ من سبل امتداده فمستوى بقائه على الأسطح لا يستمر وإذا فقد سبل البقاء فإنه في الاندحار أقرب، وما ذلك على الله بعزيز، يهرب المرء من الواقع النفسي المؤلم إلى الضحك بغية اختلاس دقائق أو ساعات، للخروج من دائرة الحزن التي تلم به، في هذه الحركة الإيجابية التي يلجأ إليها الإنسان تحقيقاً للتوازن، في حين أن إرادة الأمم لن تنكسر بعون الله وتوفقيه أمام عدو مشترك مجهول المصدر والهوية، التراكمات السلبية السيئة تصيب مستوى المناعة في مقتل، وتحتم رفع مستوى الإدراك فكان الانتقال من الحزن إلى الضحك، ومن التأزم إلى الاسترخاء معبراً للرؤية التحليلية المتزنة، وقراءة الواقع وفق نظرة تفاؤلية تثبت بما لا يدع مجالاً للشك بأن لكل شر نهاية، قال تعالى: "وَنَبْلُوكُم بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً" (الإنبياء:35)، الصبر، التؤدة، الأناة، أسلحة المؤمن الواثق بنصر الله، فكلما كانت الثقة برب العزة والجلال قوية صلبة انحسرت وتلاشت الأسباب المؤدية للقلق على نحو يضخ الاطمئنان للنفس شعور تحيط به السعادة من كل جانب جراء القناعة الراسخة والمعززة لهذه الثقة حينما أزاح الشكوك عن كاهله، وعبر تعزيز دور الابتسامة من خلال الخروج من دائرة المشكلة بممارسة الرياضة والقراءة، وتتعدد مصادر الضحك وتستقي المصادر وقودها من المفارقات غير المنطقية ليتسع هامش التطويع طبقاً لهذه المساحة التي تستثمرها خصوبة الخيال لتتبلور إلى (نكتة) يتداولها الأفراد، وغالباً ما تنشأ على صفة تعليق على المواقف أو الشخصيات، وهذا النوع من التنفيس رغم أنه يحمل الطابع الهزلي، إلا أنه في بعض الأحيان يتشكل ويسهم في تكوين رؤية محددة إزاء موقف معين، واختزال حدة التوتر والانفعال مما يسهم في رفع الروح المعنوية عبر التفاعل المرن مع المعطيات، والتسليم بأن الحياة لا تخلو من مشاق ومصاعب، لذا فإن البحث عن الإحساس بمتعتها من خلال الأنشطة المتعددة والمصادر المختلفة سيريح النفس من أعباء الحياة المستمرة.