لم يشك مواطن مخلص في هذه الأرض على امتداد رقعتها واتساع أراضيها في حكمة قادة هذه البلاد، ويوماً بعد آخر تتكشف الحقائق لكل ذي عقل في أرجاء المعمورة أن الحكمة التي تدار بها شؤون هذا الوطن أضحت أمثولة للعالم المتقدم. نعم سبقنا الغرب في الصناعة والتقنية، ولكننا نتمتع بحكمة قادة يأخذون البلاد إلى أعلى مراتب التقدم، بل إننا في هذه المرحلة، نضع أقدامنا، وبقوة لا مثيل لها، وبسرعة ضوئية في سلم الحضارة وما هي إلا سنوات معدودة، إلا والمملكة العربية السعودية بلد صناعي من الدرجة الأولى، يسطع نورها وهاجاً في الأرجاء، وتتطلع الأمم إلى نهضتها واقتفاء تجربتها في بناء حضارة الإنسان. ربما توهم البعض أن فيما سبق من القول مبالغة في التفاؤل! أقول نعم يجب أن نبالغ في التفاؤل وذلك لاحتكامنا إلى عناصره، فالتفاؤل هنا تحكمه مقومات الحضارة: القيادة المخلصة، العقول المتوقدة، الثروة البشرية، الموارد الطبيعية. إذاً ما الذي يمتلكه صناع الحضارة زيادة على هذا؟ إن الدول التي تخلفت عن الركب الحضاري هي تلك التي ركنت إلى الجمود الفكري، توقفت عند تراثها الماضوي ولم تتجاوزه تعصبًا لأفكار ماضوية ربما كانت وقّادة في زمانها، لكنها ليست صالحة لكل العصور. وها نحن لجأنا إلى تراثنا وارتوينا من معينه، ولكننا تجاوزناه. وهذه هي السمة الحضارية، أن لا نتوقف عند فكر محدد مهما كانت نسبة تنويره، فالحياة حبلى بالمزيد، ولا يمكن لأي فكر، عدا القيم، أن يحكم العالم إلى أن تقوم الساعة. وساعتنا قد حان قطافها، ووطننا على أهبة الانطلاق نحو حضارة جديدة بعقلية متجددة وبطاقات خلاقة تتجاوز الزمان والمكان. حق لنا أن نفخر بقيادتنا الحكيمة في ظل مولاي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وسمو ولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز، الأمير الشاب المجدد للدولة السعودية الحديثة. إن رؤية سيدي ولي العهد 2030 تكشف عن انطلاقة حضارية تسابق عجلة الزمن وتتطلع لبناء وطن يليق بالمملكة العربية السعودية، والذي يتمتع بمكانة سامقة بين الدول المتقدمة. لقد ارتكزت عناصر الرؤية على مداميك صلبة بعد دراسات وقراءات تحليلية مجمل مفرداتها، وبالتأكيد، فإن وجود قيادة حكيمة وإرادة قوية وعزيمة صامدة سوف تتحقق تلك الرؤية. وعندها تتكشف الأبعاد الاستراتيجية، وتنطلق عملية التحديث إلى ما هو أحدث، وهكذا تتكامل المسيرة الحضارية في بناء الأمم. إننا في هذه الأيام نمر بظروف استثنائية مؤقتة، ورغم صعوبتها، إلا أن حكمة القيادة ذللت العقبات وسهلت الصعاب، ونحن - إن شاء الله - من أوائل الدول التي ستتجاوز هذه الجائحة "الكورونا"، ونواصل المسيرة إلى الأمام، وبإخلاص هذا الشعب لقيادته ولأرضه سنحقق الأهداف ونتجاوز الصعاب.