شهد التعليم في عهد خادم الحرمين الشريفين وولي عهده - حفظهما الله - نقلة جوهرية في المؤسسة التعليمية والتي تواكب رؤية المملكة 2030، استندت هذه النقلة الجوهرية تطويرا وتغيرا كليا في تنويع وترسيخ مصادر المعرفة، ومستوى الجودة والإبداع والتميز، واستثمار التقنيات المختلفة في رفع جودة التعليم العام والجامعي. نوه معالي وزير التعليم «أن التعليم الإلكتروني بعد أزمة كورونا لن يكون كما هو الحال قبلها» (جريدة «الرياض» بتاريخ 19 / 04 / 2020)، وأن التعليم عن بعد سيكون خيارا استراتيجيا للمستقبل وليس بديلا، وليس غريبا على معاليه الأخذ بمبادرات التطوير في قطاع التعليم من واقع ما يقوم به من جهد في شقي التعليم، العام والجامعي. الانتقال من التعليم المعتاد في الفصول الدراسية إلى التعليم عن بعد دون تأثر العملية التعليمية بنفس وتيرة قوة الأداء بخطط مدروسة من جميع النواحي سواء التعليمية أو التنظيمية يجنبنا المعوقات التي تعيق الاستمرار (أدارة استمرارية الأعمال)، هناك أسباب وظروف قاهرة وكثيرة مثل جائحة فايروس كورونا (COVID-19)، الكوارث الطبيعية، الحرائق، والفيضانات وغيرها من الكوارث التي تحول دون القيام بالعمل الاعتيادي. فالتعليم عن بعد هو نوع من العملية التعليمية التي يتم تقديمها عبر الإنترنت للطلاب باستخدام أجهزة الكمبيوتر المنزلية الخاصة بهم مع بعض الأنظمة المساعدة والتواصل المنظم مع المعلمين والمعلمات في أوقات محددة. هناك تحديات إدارية وتقنية للتعليم عن بعد. فالإدارية والتي تكمن في المدارس والهيئة التعليمية والطلاب هو أن يكون لدى المعلم أو الطالب جهاز كمبيوتر وقادر على الوصول إلى النظام، كذلك أن يكون لدى النظام برامج تفي بالعملية التعليمية، عقد الدورات التدريبية للمعلمين والمعلمات مشتملة على كيفية إدارة الفصول الدراسية عن بعد، مهارات التعامل مع الطلاب، عمل الأنشطة التفاعلية بين الطلاب في الفصل من خلال مجموعات صغيرة أومشاريع جماعية. اقتراحي أن يتم تحديد مادة أو مادتين بداية العام القادم من ضمن الجدول الدراسي ليكون تدريسها عن بعد بالمدرسة، وذلك لتدريب الطلاب على كيفية الدراسة عن بعد. جاهزية البنية التحتية لتقنية المعلومات بين إدارات التعليم والمدارس هي التحدي الأكبر لجعل التعليم عن بعد ناجحا ومرادفا بقوة الأداء مع التعليم التقليدي. فالبنية التحتية من مراكز البيانات وشبكات متصلة بإدارات التعليم وكذلك عرض النطاق الترددي لدعم الوصول الكافي والمتسق إلى الإنترنت وأجهزة الكمبيوتر القادرة على تشغيل النظام الأساسي وتوفير الوصول الآمن إلى شبكة الإنترنت باستخدام البرامج والمعايير الأمنية لذلك مثلا وليس للحصر VPN ،Fire Wall كل هذه توفر البيئة الملائمة للتعليم الإلكتروني، استخدام الفصل الافتراضي والتي يتم تقديمها بواسطة video conference ومنها على سبيل المثال، Zoom ،WebEx ،Skype، يعتبر التعليم عن بعد خيارا استراتيجيا في المستقبل، فهل نعد له من الآن لتفادي ما يعيق تعليم أبنائنا.