في الوقت الذي يصارع العالم طفح مخزونات النفط ومخاوف نفاد مراكز التخزين، تخطط روسيا إلى مرحلة ما بعد أزمة كورونا داعية تحالف أوبك+، الذي يضم صفوة كبار منتجي النفط في العالم بقيادة المملكة عن أوبك وقيادة روسيا عن منتجي النفط الآخرين، للتركيز على حصة السوق العالمية من خام المجموعة بمجرد أن يبدأ الطلب في التعافي من أزمة فيروس كورونا. وتأتي الدعوة الروسية على أثر انغماس العالم في معترك المحزونات مما يقيّد من فرص تخطيط حصص خفض الإنتاج المشترك فيما بعد الأزمة خاصة وأن نفط المجموعة يمثل أكثر من نصف إنتاج العالم والإدارة بيدها للتحكم في المزيد من الخفض أو تقليل الحصص الملزمة بدول الخفض. وقادت المملكة صفقة الخفض على أكمل وجه بعد إقناع روسيا والعالم بضرورة التعاون الدولي المشترك في خفض الإنتاج ما نتج عنه موافقة أوبك + لخفض الإنتاج بما يعادل 10 % من الإمدادات العالمية اعتبارًا من 1 مايو في محاولة لرفع الأسعار مع انخفاض الطلب على الخام بنسبة 30 % بسبب عمليات الإغلاق العالمية. وتسعى الصفقة إلى الحد من وفرة النفط التي تكافح في طريقها للتخزين الممتلئ. وقال وزير الطاقة الروسي ألكسندر نوفاك إنه بمجرد عودة الطلب، يجب على أوبك+ تغيير الاستراتيجية والتركيز على الحصة السوقية للمجموعة لتقييم مدى فعالية إجراءاتها. وتمتلك أوبك+ الآن أكبر مخزونات النفط التجارية. وأبلغ نوفاك وكالة إنترفاكس للأنباء عند سؤاله عما إذا كان ينبغي على المجموعة أن تحول تركيزها من المخزونات إلى "ضرورة متابعة توازن السوق في العرض والطلب عن كثب ولكن من المنطقي التحول إلى استهداف حصتها في السوق التي تنتمي إلى أوبك+ بالنظر إلى زيادة الطلب العالمي. وكان من المتوقع أن يرتفع الطلب على النفط في العام 2020 قبل أن يرسل الفيروس التاجي السوق إلى الاتجاه المعاكس. لكن الطلب قد يبدأ في الارتفاع مع بدء الولاياتالمتحدة والصين والدول الأوروبية ودول أخرى تخفيف إجراءات الإغلاق. وتشكو روسيا منذ فترة طويلة من أن المستفيد الرئيس من تخفيضات أوبك + السابقة كانت الولاياتالمتحدة، التي أصبحت أكبر منتج للنفط في العالم، متجاوزة روسيا والمملكة العربية السعودية، حيث ارتفع إنتاج النفط الصخري وسد الفجوة التي خلفتها أوبك+. لكن أسعار النفط في الأزمة الأخيرة هبطت إلى ما دون نقطة التعادل للعديد من منتجي النفط الصخري الأميركي، مما أدى إلى انخفاض الإنتاج. ينتج منتجو أوبك+ عادة نحو نصف الاحتياجات العالمية، والباقي يأتي من الدول الأخرى خارج التحالف بما في ذلك الولاياتالمتحدة وكندا. وقالت أوبك+ إنها تريد من خطتها أن تخفض إنتاجها بمقدار 9.7 ملايين برميل في اليوم يقابله غير الأعضاء في أوبك، وبالتالي يتم إزالة ما يقرب من 20 مليون برميل في اليوم من السوق. وتعتقد روسيا أن الطلب العالمي قد وصل بالفعل إلى الحد الأدنى، بعد انخفاضه بما يتراوح بين 20 مليونا إلى 30 مليون برميل في اليوم، بحسب رويتر. وأفاد نوفاك إنترفاكس بأن روسيا ستخفض إنتاجها النفطي بمقدار مليوني برميل يوميا، أو 19 % عن مستويات فبراير، دون استثناء شركات، بما في ذلك شركات النفط الأجنبية التي توصلت إلى اتفاقيات لتقاسم الإنتاج في التسعينات. وقالت مصادر إن شركات النفط تخطط لاستهداف حقول النفط الناضجة بشكل رئيس ووقف الآبار للصيانة، حتى تتمكن من استئنافها بسرعة وربما بتدفقات أفضل. وقالت مصادر في صناعة الطاقة، إن روسيا خفضت مبيعاتها المحلية والمصدرة من النفط الخفيف المنتج في غرب سيبيريا، أكبر مقاطعاتها النفطية. وقال أحد التجار العاملين في السوق المحلية الروسية "يبدو أن شركات النفط أخذت تخفيضات الإنتاج على محمل الجد حيث نحصل على ما يقرب من 19 % أقل من الإمدادات المعتادة في مايو". وأبلغ نوفاك إنترفاكس أن موسكو ستفي بالتزاماتها بالكامل، حيث من المتوقع أن ينخفض إنتاج النفط الروسي بنسبة تصل إلى 15 % إلى ما بين 9.6 ملايين - 10 ملايين برميل يوميا هذا العام، وهو أول انخفاض سنوي لها منذ العام 2008.