رحب أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية صائب عريقات بالرسالة المشتركة إلى الحكومة الإسرائيلية، التي أرسلتها بريطانيا، وفرنسا، وألمانيا، وإيطاليا، وإسبانيا، والسويد، وبلجيكيا، وهولندا، وايرالندا والاتحاد الأوروبي. وقال عريقات في تصريح صحفي، أمس الجمعة، إن «هذه الرسالة المهمة حذرت من ضم أي اجزاء من الضفة الغربية، وان هذا يشكل خرقا فاضحا للقانون الدولي، وسيكون له نتائج وخيمة على أمن المنطقة وعلى مكانة اسرائيل الدولية». وأضاف عريقات أن القيادة الفلسطينية تواصل اتصالاتها الدولية الدبلوماسية وعلى كافة الأصعدة والمستويات، لمنع اسرائيل من تنفيذ اعلانها بضم الاراضي، ووضع مخططات وخرائط لهذا الضم، بدعم من ادارة الرئيس الاميركي دونالد ترمب. من جهتها أوضحت إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب، لرئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو ومستشاريه، أن البيت الأبيض سيعطي الضوء الأخضر للضم الإسرائيلي في الضفة الغربية، شريطة أن تقبل إسرائيل بإقامة دولة فلسطينية، وتتبنى بشكل كامل خطة «صفقة القرن»، التي يقترحها ترمب للسلام بين إسرائيل والفلسطينيين، حسبما قال مسؤولون اسرائيليون. ووجهت الرسالة إلى نتنياهو ومقربيه بعدة قنوات، أحدها السفير الأميركي في إسرائيل ديفيد فريدمان، الذي أوضح في الاجتماع الأول للجنة رسم الخرائط الإسرائيلية الأميركية، الذي عقد قبل الانتخابات الإسرائيلية الأخيرة، أن الولاياتالمتحدة تناقش مع إسرائيل «تنفيذ خطة سلام، وليس تنفيذ خطة الضم». وذكر المسؤولون الأميركيون، أنهم أكدوا لنتنياهو ومقربيه، أنه لا يمكنهم أن يأخذوا من خطة ترمب الأجزاء التي يحبونها فقط، وإنما يجب عليهم قبولها كلها كحزمة واحدة. وقال المسؤولون الأميركيون، «سنكون مستعدين للاعتراف بالضم الإسرائيلي، كجزء من خطوة واسعة، توافق إسرائيل بموجبها على إجراء مفاوضات مع الفلسطينيين، وفقاً لمبادئ خطة ترمب». وأضافوا «ان الضم يجب ان يكون جزءا من اقامة دولة فلسطينية، على اساس ظروف محددة ونطاق محدد، ومساعدة مالية «سخية» للفلسطينيين. ولا يزال البيت الأبيض ينتظر أداء اليمين للحكومة الإسرائيلية الجديدة. وفي الأسبوع الماضي، أُجريت محادثة هاتفية بين كبير مستشاري الرئيس ترمب جاريد كوشنر، وزعيم تحالف «أزرق أبيض» بيني غانتس، رئيس الحكومة الإسرائيلية البديل. ويود البيت الأبيض أن يرى نتنياهو يعلن رسميًا بعد تشكيل الحكومة، قبوله بخطة ترمب، ويريدون أن يكون مضمون هذا البيان، مقبولًا على غانتس أيضًا. التفسير لذلك هو أن الأميركيين يعتقدون أن أي خطوة يتم اتخاذها بشأن القضية الفلسطينية، وخاصة تلك التي تنطوي على ضم، يجب أن يتم الاتفاق عليها على نطاق واسع في إسرائيل، وألا يتم «اختطافها» أو تنفيذها، من قبل حكومة إسرائيلية ضيقة. ويرفض الفلسطينيون التعامل مع ترمب، متهمينه ب «الانحياز إلى إسرائيل». ميدانياً، أصيب فجر الجمعة، عشرات من المواطنين الفلسطينيين في مخيم «طولكرم» (شمال القدسالمحتلة)، بعد اقتحام قوات الاحتلال للمخيم، ومداهمة منزل عائلة الأسير الجريح محمد ريشة. وقالت مصادر محلية إن عدداً من الآليات العسكرية اقتحمت المخيم وصولاً إلى منزل عائلة الأسير الجريح محمد ريشة، حيث قامت بتفتيشه والتحقيق مع والدته. وأضافت، أن الشبان الفلسطينيين تجمعوا، ودارت مواجهات واسعة في المخيم بين الشبان وقوات الاحتلال التي أطلقت قنابل الصوت والغاز المسيل للدموع، ما أدى إلى إصابة عدد من المواطنين بحالات اختناق جراء استنشاقهم للغاز، وتم نقلهم إلى مشفى «الشهيد ثابت ثابت» الحكومي بطولكرم لتلقي العلاج. ورافق عملية الاقتحام تحليق طائرة مراقبة «زنانة» في سماء المدينة والمخيم. وكانت مصادر عبرية أعلنت عن إصابة الأسير ريشة بجروح بعد إطلاق النار عليه قبل يومين من قبل قوات الاحتلال، بزعم تنفيذه عملية طعن في مستوطنة «كفار سابا» داخل أراضي 48، ما أسفر عن إصابة مستوطِنة بجروح متوسطة.