بينما تفشل معظم الأطراف السورية بسبب قلة الموارد ودمار الحرب في تقديم إجابات وافية حول مدى انتشار وباء كورونا في سورية ما يزيد من معاناة السوريين ويضيف إلى فاتورة الموت السورية، تقود سياسات أردوغان السوريين إلى مختلف صنوف العذاب والمعاناة حيث استيقظ سكان مدينة عفرين المحتلة يوم الثلاثاء على تفجير إرهابي كبير في المدينة الجبلية ذات الغالبية الكردية، قتل أكثر من 40 مدنيا بينهم 11 طفلا. قُتل 46 شخصاً على الأقلّ بينهم مدنيون وميليشيات تركية الثلاثاء في انفجار صهريج وقود مفخّخ في سوق بمدينة عفرين في شمال سورية، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان. وقال مدير المرصد رامي عبدالرحمن لوكالة فرانس برس إن "46 شخصاً على الأقل بينهم مدنيون قتلوا وأصيب 50 آخرون جراء تفجير عبوة ناسفة وضعت على صهريج وقود في سوق في مدينة عفرين" التي تسيطر عليها القوات التركية وميليشياتها. وتسبّب الانفجار باندلاع نيران أدّت إلى تفحّم الجثث، وفق المرصد الذي أكّد وجود مدنيين في عداد الضحايا وستة مقاتلين سوريين موالين لأنقرة على الأقل. وتتعرض المنطقة بين حين وآخر لتفجيرات واغتيالات تطال قياديين وعناصر من الفصائل الموالية لأنقرة، من دون أن تتبناها أي جهة، بينما تتحدّث منظمات حقوقية عن "انتهاكات" تلحق بالسكان الأكراد الذين لم ينزحوا منها. ويقيم في عفرين الآلاف من سكان الغوطة الشرقية قرب دمشق، ممن تم إجلاؤهم أثر سيطرة قوات النظام على منطقتهم في ضوء هجوم واسع أعقب سنوات من القصف والحصار. وعلى الرغم من الوعود التركية بإقامة منطقة آمنة في الشمال السوري لإيواء المدنيين، تحوّلت مناطق السيطرة التركية في الشمال إلى مرتع لتجنيد الارهابيين وإرسالهم للقتال في معارك أردوغان العبثية في ليبيا، لتتحول الفصائل السورية المقاتلة إلى ميليشيات ارتزاق متنافسة ومتقاتلة حتى فيما بينها، حيث شهدت مدينة رأس العين السورية التي تحتلها تركيا في شمال شرق سورية اقتتال عنيف الأسبوع الماضي بين فصيلين تابعين لتركيا هما "أحرار الشرقية" و"الفرقة 20" بعد مشادات كلامية بدأت بسبب محاولات للسيطرة على سيارة مليئة بالأغذية والمعونات لتتطور المواجهة بين الفصيلين وتقود إلى مقتل العشرات من الطرفين في مواجهة هي الأكثر دموية بين الميليشيات المدعومة تركياً.وبحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان فإن أنقرة شحنت أكثر من 7400 مرتزق من السوريين إلى ليبيا بعد أن تلقوا التدريبات في سورية. ولا تتوقف معاناة السوريين من سياسات أردوغان على الداخل السوري بل تمتد لتلمس اللاجئين السوريين في تركيا، والذين يتعرضون لسلسلة من الانتهاكات من الإعادة القسرية إلى سورية إلى استغلالهم في أسواق العمل التركية والعنصرية التركية تجاههم والتي كان ضحيتها أخيراً شاب سوري عاقبته الشرطة التركية يوم الثلاثاء بسبب كسره لقوانين الحظر برصاصة أردته قتيلاً.