من كان يظن أن البصل سيتحول ذات يوم إلى سلعة استراتيجية يمكنها أن تثير الأزمات.. ونظراً لاستهلاكه الكبير عبر العالم أجمع، فإنه يصنف ضمن سلع الكم التجاري الضخم شأنه في ذلك شأن القمح والذرة، ونظراً لضخامة كميات البصل التي يتداوله العالم سنويا، تعاني أسواق التجزئة المحلية شحاً في البصل منذ أكثر من أسبوعين، ما أدى إلى ارتفاع سعر البصل. وتعاني أسواق التجزئة المحلية شحا في البصل منذ أسبوع تقريبا، ما أدى إلى ارتفاع سعر البصل كان سعر البصل المصري 8 ريالات ويبلغ سعر الكيس المتوسط 15 ريالا، والبصل البلدي الرخيص كان سعره 2 ريال للكيس وحالياً يبلغ سعره 6.5 ريالات أي بارتفاع بلغ 200 %، أما البصل اليمني المستورد كان سعره 6 ريالات للكيس المتوسط حالياً يبلغ سعره 14 ريالا وهو المنتج النظيف في السوق، ما خلق ارتفاعا كبيرا في الطلب على البصل في السوق المحلي. من جهته قال المزارع طارق الرويتع: إن ارتفاع أسعار البصل الحالية في السوق المحلي متشعب كون هناك شبه انعدام للإنتاج المحلي للبصل حالياً، وأيضاً شروط وزارة البيئة والزراعة على زراعة المحاور التي منها البصل والقمح والشعير، مضيفاً أن سبب ارتفاع أي سلعة يرجع لعدة أسباب منها بعض تجار السوق وإيعازهم لتقليل المنتج بشكل ما في السوق مما يسبب بلبلة وارتفاعه قطعاً. وكشف أن أزمة ارتفاع أسعار البصل ستنتهي في غضون شهر ونصف، وأن كميات البصل المحلي الموجودة في السوق حالياً غير جيدة وشحيحة لأنها مزروعة في فترة لا يصلح فيها زراعة البصل، مشيراً إلى أن مزارع الجوف وساجر ستخفف من الضغط على ارتفاع أسعار البصل خلال عشرين يوما. وأرجع مشكلة ارتفاع أسعار البصل الحالية بالمملكة لعدم ملاءمة الطقس في نجد وشمال المملكة لزراعة البصل بين شهر 12 ميلادي إلى شهر 4 ميلادي، لافتاً إلى أنه يجب تشجيع زراعة البصل في وادي الدواسر فهي المنطقة الوحيدة المناسبة للإنتاج في هذه الفترة. وأكد الرويتع على أهمية حاجة المملكة لزراعة البصل بشكل ضروري فمصر واليمن تصدر بصلها للهند بسبب الفيضانات التي حدثت لديهم ودمرت محصول البصل كلياً وأصبح البصل أغلى سلعة في الهند ولو لم يحدث هذا الفيضان لما شح البصل من السوق لأن الدول العربية تعوض النقص. من جهته أكد المزارع زياد الشقير، أن كبح ارتفاع أسعار البصل يتركز على كميات البصل المزروعة التي سيتم حصادها من مزارع ساجر بعد أسبوعين، ونفى وجود إحصائيات بالكميات الموجودة من البصل المحلي المزروعة في مزارع ساجر. وأوضح الشقير، أن الإحصائيات الرسمية لزراعة البصل تتوفر لدى الشركات الزراعية التي تمتلكها بناء على معدل بيع البذور لزراعة البصل للمزارعين في الفترة السابقة. من جهة أخرى أوضح المختص في المجال الزراعي، م. عبدالعزيز الياقوت، أن أسباب الارتفاع الحالية لأسعار البصل تأتي نتيجة المتغيرات الحالية والأحداث الأخيرة وتزايد القوة الشرائية للمستهلك وهذا أمر سلوكي طبيعي نظراً لتقليل ساعات الشراء بالإضافة إلى تنامي الطلب بسبب زيادة القوة الشرائية. وقال الياقوت: إن كميات البصل المزروعة في محافظة ساجر تبلغ 150 طنا، والمنطقة الشمالية يصل أقصى إنتاجيتها إلى 1000 طن ويزيد في بعض المواسم، لافتاً إلى أن السوق المحلي لم يعانِ في المواسم السابقة شحا في المعروض من البصل في السوق، وذلك لأن المنتج المستورد من جمهورية مصر ودولة الهند متوفر. وتوقع أن بسبب القوة الشرائية فوق العادة والتي شهدت تناميا في الشراء بلغ 32 % أكثر من المعتاد بسبب سلوكيات المستهلك بالإضافة إلى موسم سنوي "رمضان" إذا لم يتم ضبط الأسعار بالفترة القادمة سنشهد ارتفاعا قياسيا في الأسواق بمجمل المحاصيل وليس البصل حصراً. واستغرب الياقوت عدم وجود أي تحرك للجميعات التعاونية الزراعية سواء بالإنتاج أو بالخدمات مثل التسويق والتوزيع خاصة وأن الكيانات التعاونية تعتبر موضع اتزان في أسوق التجزئة، ولكن فعلياً على أرض الواقع لم نرَ لهم أي حراك. المستهلك ونمط الشراء يرفعان أسعار البصل في السوق المحلي ارتفاع أسعار البصل نتيجة القوة الشرائية للمستهلك وتقليل ساعات العمل