الإعلام ركن أساسي في مواجهة الأزمات واحتوائها، فعملية إدارة الأزمة إعلامياً علم له استراتيجياته ونظرياته، ولعل ما أفرزه هو تفاقم الأزمات العالمية المختلفة إلى جانب ثورة التكنولوجيا والإنترنت. لا نختلف على كون وسائل الإعلام حلقة وصل بين صانعي القرار والرأي العام، ولا على أهمية الإعلام وفاعليته لكننا نؤكد على تضاعف هذا الدور وارتفاع سقف المأمول في أوقات الأزمات. كما أنها (تزداد أهمية مصداقية وسائل الإعلام أثناء الأزمات). الجمهور هم من يختارون الرسائل والمضامين التي تشبع احتياجاتهم بالتالي لا تستخدمهم الوسائل بل هم من يستخدمها. فالأفراد حسب نظرية الاستخدامات والإشباعات يختارون بوعي الوسائل والرسائل التي يرغبون التعرض لها. وفي ظل المنافسة بين وسائل الإعلام التقليدية والجديدة تعد المصداقية أحد أهم الأسباب الدافعة للجمهور لاختيار الوسيلة ومنحها ثقته، واعتماده عليها في الحصول على المعلومات. فاعتماد الجمهور على وسيلة ما، يعني الثقة والمصداقية التي يمنحها لهذه الوسيلة. حيث إن وظيفة الإعلام الأساسية إخبار الناس بما يدور حولهم من أحداث بدقة وموضوعية تمكنهم من اتخاذ قرارات صائبة في مختلف نواحي حياتهم. لذا جاءت المصداقية أحد مقومات الرسالة الإعلامية تساعدها على الاستمرارية واكتساب ثقة الجماهير. تحلى الإعلام السعودي التقليدي بالمسؤولية والمهنية في متابعة أزمة كورونا حيث أغلق الباب على الشائعات التي تحول الأزمة إلى أزمات متعدة. فتعامل بحضور ومسؤولية مهنية واستراتيجية متناغمة لمواجهة الأزمة. ونُشِرت المعلومة من دون ضبابية في الوقت المناسب وبتحديث مستمر على مدار الساعة. وتبنى خطاب إعلامي عالٍ الكفاءة ساعد الرأي العام على تكوين رأي مبني على حقائق ومعلومات دقيقة من مصادرها الرسمية، لاحظنا الفورية في متابعة الأزمة من ذلك المؤتمر الصحفي اليومي الذي يبث على القنوات الرسمية التقليدية والعمق والشمول والاعتماد على مصادر أصيلة، اتسمت الرسائل ببساطة ووضوح قرأناها في لغة الخطاب التي تبناها المتحدث الرسمي لوزارة الصحة د. محمد عبدالعالي. نجاح الإعلام ما هو إلا نجاح للدولة في احتوائها للأزمة وانعكاسٌ له، وانعكس هذا النجاح على الإعلام التقليدي حيث أعادته أزمة كورونا للصدارة، وأكسبته ثقة ومصداقية الجمهور. هذه الثقة مكسب ثمين للإعلام التقليدي السعودي استطاع استعادتها في ظل وجود الإعلام الجديد، وتنافس إعلامي كبير، وخيارات متعددة أمام الجمهور.