حملت كلمة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله- التاريخية بمثل هذا الوقت الحاسم والحساس مصارحة وشفافية للشعب السعودي لمواجهة جائحة فيروس كورونا «كوفيد 19»، لتعكس عمق الإيمان والثقة الكبيرة بالشعب، وذلك من خلال طمأنة المواطنين أن المملكة مستمرة في اتخاذ كافة الإجراءات الوقاية والاحترازية للحد من آثار هذا الفيروس لحماية المواطن والمقيم على هذه الأرض، وأن الأولوية لدى خادم الحرمين صحة الإنسان وكرامته التي هي فوق كل المجالات. حازمة وصارمة وقال الأكاديمي الباحث د. نايف الوقاع ل «الرياض»: إن التدابير الاحترازية التي اتخذتها المملكة بتوجيه خادم الحرمين، وسمو ولي عهده -حفظهما الله- حازمة وصارمة لمواجهة هذه الجائحة، ودفعت المملكة إلى صدارة المشهد الدولي، وذلك من خلال الحفاظ على صحة الإنسان وكرامته، وكشفت للعالم أن لا يهمها التكاليف والآثار المادية بقدر حرصها على حفظ النفس البشرية أولاً، وأصبحت مثلاً يحتذى به من خلال الشفافية بالتعامل مع هذا الفيروس، مضيفاً: دائماً ما يلفت الانتباه هو عمق إيمان ولي الأمر خادم الحرمين وسمو ولي عهده -حفظهما الله- بوعي المواطن وبقدرات الكفاءات السعودية، لذلك في كل الرهانات التي تقدم عليها القيادة الرشيدة دائماً يكون الرهان على وعي المواطن وعلمه وثقافته وتلاحمه، وبالتالي في كل برامجنا الصناعية والتدريبية والعملية والتعليمية والصحية والبحثية يكون رهان القيادة على المواطن السعودي، مبيناً أن هذا الرهان أثبت نجاحه في كل الأحوال، وبالتالي عندما يقرن خادم الحرمين هذه الإجراءات التي اتخذت، وهي من باب بذل الأسباب بقوة الإيمان والاعتماد على الله سبحانه وتعالى، هذا يؤكد منهج هذه الدولة المباركة بالاعتماد على كتاب الله وسنة رسوله عليه السلام ثم ببذل الأسباب. مد يد العون وأوضح د. الوقاع أن ما تقوم به المملكة في هذه اللحظات الفارقة في تاريخ البشرية تسهم في صياغة عالم جديد، وستزيح المملكة دول عريقة ومتقدمة لتحتل المملكة الصدارة، وتكون هذه الدول خلفها، خاصةً أن السعودية دولة تملك شعباً ملتفاً حول قيادته ويثق في كل قرار تصدره، وسيكون خطاب خادم الحرمين مواصلة للعمل الجاد والتكاتف بروح الإيجابية لتجاوزه هذه الأزمة، مضيفاً أن هذه الجائحة التي اجتاحت وأرهبت العالم لم تمنع المملكة وقيادتها من رعاية مصالح مواطنيها في أي مكان، ورأينا دول عظمى تتبرأ من مواطنيها، بينما المملكة تمد يد العون والرعاية والمساندة لمواطنيها في كل بقاع العالم، وبالتالي نقول إن المواطن في عين القيادة، وإن القيادة تبذل كل ما تستطيع لخدمة المواطن وحفظ أمن الوطن، مشدداً على أنه في ظل هذه الجائحة نجد كثيراً من دول العالم انكفأت على نفسها بل بعضها أهملت مواطنيها، والمملكة تستشعر مسؤوليتها الدولية والعالمية وتمد يد الرعاية والعون لمنظمات دولية وعلى رأسها منظمة الصحة العالمية، ذاكراً أن اعتزاز القيادة بالمواطن سواء في القطاع العسكري والأمني عندما نواجه بعض الأحداث هو نهج للقيادة، وقد انعكس في هذه الكلمة التاريخية لخادم الحرمين شكر وعرفان بعطاء وإخلاص وتفاني العاملين في وزارة الصحة، وتقديره -حفظه الله- لأبنائه وبناته على جهودهم المميزة. مراتب أعلى وأكد د. الوقاع أن شكر خادم الحرمين لأبنائه سيضيف دفعة معنوية كبيرة لكل ممارس صحي، مضيفاً أن الأمر الآخر إشادة بالعلماء السعوديين الذين يسهرون الليل والنهار في المعامل والمختبرات الطبية ليتواصلوا مع العالم لمعرفة أي مستجد عن هذا الوباء، وأننا نفخر بما يقدمه أبناء الوطن من العلماء بمركز الملك عبدالله للأبحاث الطبية العالمي من إنجازات عظيمة قد تفوق أو تتساوى مع ما قدمته الولاياتالمتحدة الأميركية وروسيا والصين، هذا الإنجاز الطبي لم يأتِ من فراغ بل من رعاية ملكية للتعليم وطلبة العلم، والأيام القادمة ستثبت بعون الله وتوفيقه أننا سنتجاوز هذه المحنة والأزمة بأقل الخسائر، ولكن سنحصل على خبرات لا تقدر بثمن، وسنساهم مع العالم بهذه الخبرات لتحتل المملكة مكانتها اللائقة والمستحقة، خاصةً أن المملكة تحتل المركز 18 على مستوى الاقتصاد في مجموعة العشرين، ولكن في المستقبل -بعون الله- ومن خلال الإجراءات التي اتخذتها المملكة في هذه الجائحة سنتقدم لمراتب أعلى على مستوى العالم. قدر المسؤولية وتحدث أستاذ الإعلام السياسي في جامعة الإمام بالرياض د. عبدالله العساف قائلاً: إن كلمة خادم الحرمين أبويةٍ لم تنقصها الصراحة والمودة لشعبه الغالي على نفسه -حفظه الله- شَخّص صعوبة المرحلة، وطمأن أبناءه وأشاد بجهودهم، وجهود الأجهزة الحكومية وعلى رأسها وزارة الصحة، فما يمر به العالم تم تصنيفه من قبل منظمة الصحة العالمية أنه جائحة تتطلب التعامل معها بشفافية وتضافر الجهود، ومن هنا خاطب الملك سلمان بن عبدالعزيز شعبه بوضوح وصدق وحكمة بخطورة هذا الوباء العالمي، وضرورة تكاتف الجهود الوطنية والتفاعل مع الإجراءات الاحترازية التي اتخذتها الجهات المختصة، مؤكداً ثقته بأبنائه المواطنين وبأنهم على قدر المسؤولية حتى نعبر سوياً هذه الأزمة مع إيماننا بالله وبقدره خيره وشره، مضيفاً: هذه الثنائية الفريدة والعلاقة العضوية بين الحاكم والمحكوم علامة سعودية بامتياز، فهي علاقة أبوية وأسرية، الجميع فيها على قلب رجل واحد والجميع مجند نفسه لخدمة دينه ووطنه، وهذا التميز والخصوصية قلما تجده أينما قلبت بصرك في عالمنا اليوم، وهي بحمد الله سر قوتنا، فبلدنا محصن بولاه وإخلاصه لقيادته التي تبادله الحب بحب وحرص على أمنه وصحته وجميع سبل حياته، لافتاً إلى أنه كعادة خادم الحرمين لم يكن اهتمامه محصوراً في النطاق المحلي بل شارك العالم همه ودعا إلى تعاون دولي في سبيل تجاوز هذه الأزمة، وهو ما بادرت إليه المملكة مبكراً بدعم منظمة الصحة العالمية بعشرة ملايين دولار كواحدة من أوائل الدول، إضافةً إلى الدعوة لعقد قمة افتراضية لمجموعة العشرين انطلاقاً من ريادتها ومسؤوليتها الدولية، وأخيراً في الوقت الذي يحذر فيه زعماء دول عظمى شعوبهم في خطابات تصل حد اليأس نجد الخطاب الملكي أتى مبشراً ومليئاً بالإيجابيات، ومستشهداً بقول الله تعالى: «فإن مع العسر يسرا، إن مع العسر يسرا». د. عبدالله العساف