تعتبر الجمعية السعودية الخيرية لمرضى الكبد (كبدك) أبرز الجمعيات الإنسانية الرائدة في الحقل الإنساني، التي تؤصل الفعل الإيثاري وفق رؤية إنسانية، وتلكم هي الاعتبارات الكبرى التي دعت الأمير فيصل بن مشعل بن سعود بن عبدالعزيز ليضع (كبدك) في موضع العناية الإنسانية القصوى.. قبل أيام زرت الجمعية السعودية الخيرية لمرضى الكبد (كبدك) في مدينة بريدة بمنطقة القصيم بدعوة من د. راشد أبا الخيل صاحب الفكرة ونائب رئيس مجلس إدارة الجمعية.. كانت زيارة بناءة وإنسانية وقفت فيها على مفاصل الفعل الإنساني في (كبدك) واستمعت إلى شرح مفصل من مدير عام الجمعية عبدالعزيز الحميد حول المبادرات والأدوار الإنسانية التي تقدمها (كبدك). و(كبدك) جمعية خيرية تعنى بمرضى الكبد وتوفر لهم الرعاية الصحية والنفسية والاجتماعية والمادية وتسعى لتوعية المجتمع للوقاية من مرض تليف الكبد.. فالجمعية منفتحة على الأفكار الإنسانية والتي انطلقت منها مبادرات وبرامج الجمعية، ولكن قبل الدخول في ملف الجمعية سوف نقف على الجانب التاريخي للجمعية كيف بدأت وكيف كانت؟ نقطة الانطلاق في فكرة الجمعية عندما كان د. راشد أبا الخيل يتلقى العلاج في مستشفى كيل في ألمانيا من جراء تليف الكبد، وبعد أن تشافى وعاد إلى الرياض بدا أن كل شيء يدفعه إلى الحقل الإنساني وبالذات إنشاء جمعية خيرية لمرضى الكبد، بقيت الفكرة مهيمنة عليه، ويمكننا القول إنه اختار الفكرة الصحيحة وظل ملازمًا لها إلا أنه كان يحتاج لبعض الوقت لاستكمال حلقات الفكرة. ففي أحد الأيام زار سمو الأمير فيصل بن مشعل بن سعود بن عبدالعزيز والذي كان وقتها نائب أمير منطقة القصيم وعرض عليه فكرة إنشاء جمعية خيرية لمرضى الكبد فرحب سموه بالفكرة وشجع على تنفيذها وتقديم الرعاية والمساندة لها. إحدى أهم المزايا في شخصية الأمير فيصل بن مشعل بن سعود بن عبدالعزيز أن الإنسانية متجذرة في شخصيته، وتمثل جوهر مبادراته وتعاملاته، وعندما نتتبع دوره الإنساني تبدو لنا الشواهد ماثلة والجمعية أحد تلك الشواهد الإنسانية.. وقد كانت أولى مبادرات الجمعية سعي نائب رئيس الجمعية د. راشد أبا الخيل إلى نقل كبير الاستشاريين في تليف الكبد د. ديتر برورينغ من ألمانيا إلى المملكة.. فعندما لاحظ د. راشد أبا الخيل مهارة د. ديتر برورينغ الفائقة وإمكاناته الجراحية المتقدمة لاسيما أنه تلقى العلاج على يديه في مستشفى كيل بألمانيا ألح عليه بالانتقال لأحد مستشفيات المملكة، وقد تردد في البداية إلا أنه قرر الانتقال لمستشفى الملك فيصل التخصصي بالرياض. كان د. برورينغ قبل مجيئه إلى الرياض يعمل أستاذًا مشاركًا في جامعة هامبورغ في ألمانيا ومستشاراً للبروفيسور زافير روجيه رئيس قسم زراعة الكبد في جامعة هامبورغ.. انتقل بعد ذلك إلى جامعة كيل أستاذًا ورئيسًا لقسم زراعة الكبد في المستشفى الجامعي التابع لجامعة كيل ومن ثم انتقل إلى مستشفى الملك فيصل التخصصي بالرياض رئيسًا لقسم زراعة الأعضاء. ويعد وجود د. برورينغ في مستشفى الملك فيصل التخصصي إنجازاً إنسانياً وطبياً فريداً، حيث يقدم لعشرات الناس الذين يعانون من تليف الكبد أملًا جديدًا، فقد ارتفعت أعداد زراعة الكبد من 30 عملية إلى 180 عملية في السنة، وكانت نسبة النجاح تفوق 97 %، وقد حد ذلك من إرسال الحالات التي تعاني من تليف الكبد إلى الخارج. وعلى إثر ذلك قام سمو الأمير الدكتور فيصل بن مشعل بن سعود بن عبدالعزيز أمير منطقة القصيم ورئيس مجلس إدارة الجمعية السعودية الخيرية لمرضى الكبد بتكريم د. ديتر برورينغ أثناء المؤتمر الطبي: (مرض الكبد من البداية حتى الزراعة).. وكان التكريم اعترافًا بمكانة د. برورينغ الطبية وإسهاماته في إنقاذ حياة الكثيرين من المرضى المحتاجين لزراعة الكبد. واليوم ينظر إلى الجمعية السعودية الخيرية لمرضى الكبد (كبدك) باعتبارها أبرز الجمعيات الإنسانية الرائدة في الحقل الإنساني التي تؤصل الفعل الإيثاري وفق رؤية إنسانية، وتلكم هي الاعتبارات الكبرى التي دعت الأمير فيصل بن مشعل بن سعود بن عبدالعزيز ليضع (كبدك) في موضع العناية الإنسانية القصوى باعتباره الرجل الذي يقف وراء الجمعية والحاضر دائمًا في مبادراتها. واليوم تقدم (كبدك) الأمل لعشرات الناس في كل مكان، فأنت لا تمتلك إلا أن يأخذك الإعجاب بالدور الإنساني ل(كبدك).