يرى مكس فايبر بأن التجرد من المؤثر الشخصي في التعامل مع الناس مهم جداً، هو الأساس في فكرته البيروقراطية، ولكي أعطي مثالاً بسيطاً في فهم ما يقصده هذا المفكر، فإنه ليس من المنطقي -مثلاً- إن كنتُ مديراً أن أقصي موظفاً لأنه لا يروق لي، هذا مؤثّر شخصي لا علاقة له بالعمل، ولكن ما حدود قدرتنا على تطبيق هذا المبدأ الدقيق؟ في البرنامج الشهير Arab Idol تعطي لجنة التحكيم ظهرها للمتسابق، كي تتجرد إلى الموضوعية المحضة في تقييمه، هو جاء ليختبر صوته، لايريد اختبار شيءٍ آخر، في هذا المشهد البسيط ندرك حجم اختلاط المؤثرات الشخصية بقراراتنا ومواقفنا وقناعاتنا كذلك. بدأ مصطلح "الموضوعية" على يد الفيلسوفة الروسية آين راند، وتكمن فلسفتها في أن الأشياء كلها موضوعةٌ مسبقاً في أصلها، لا حاجة لنا إلى تحليلها أو قولبتها، بل ليست "هذه الأشياء" بحاجة إلى وعينا لتكون على ما هي عليه، وأن ما نحتاجه نحن هو الوصول لها وفهمها على حقيقتها المجردة فقط. حينما نتعامل مع الناس في مختلف المجالات؛ هل نتجرد لهذه الموضوعية تماماً؟ إنه اختبارٌ صعب، وسؤالٌ صعب، قد نعجز عن الإجابة عليه، ولكننا -حتماً- إذا ماجعلناها قاعدةً في تعاملاتنا فإننا سنرى أشياء لم نكن نرها من قبل، سندرك وجود ثروةٍ هائلة حولنا، كما أدركتها لجنة التحكيم في برنامج Arab Idol.