أصدر قائد أركان جيش الاحتلال الإسرائيلي «أفيف كوخافي» تعليمات لجيشه بالاستعداد لتطبيق خطة «صفقة القرن»، في حال صادقت حكومة الاحتلال عليها. وذكر موقع «والا» العبري، أمس الخميس، أن «كوخافي»، طلب من مسئول شعبة التخطيط في هيئة الأركان «أمير أبو العافية» بالاستعداد الداخلي لتطبيق خطة ترامب، كما يشترك في الاستعدادات قائد المنطقة الوسطى في جيش الاحتلال «نداف فيدان» ومنسق شؤون الأراضي المحتلة «كميل أبو ركن» بالإضافة للقسم الدولي في النيابة العسكرية. وبيّن الموقع أن طاقم مسح حدود المستوطنات الذي أعلن عنه رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو لا يضم ممثلين عن جيش الاحتلال، وذلك خلافًا لاتفاقية «أوسلو» التي أشرف جيش الاحتلال عليها بشكل شامل. ويضم طاقم وضع وترسيم الحدود كلاً من: الوزير «يريف لفين»، والسفير الإسرائيلي في واشنطن «رون درامر»، فيما أنيطت مسئولية إعداد ملف الضم بما يسمى بمجلس الأمن القومي الإسرائيلي. ولفت إلى أنّ طاقم التحضيرات الذي شكّله كوخافي لا يتضمّن قائد المنطقة الجنوبية في جيش الاحتلال «هرتسي هليفي»؛ ما يعني أن حكومة الاحتلال غير متعجلة للاستعداد للثمن الذي ينوي ترامب منحه للفلسطينيين بموجب الصفقة. وأشار الموقع العبري إلى أنّ خرائط الضم أو بسط السيادة لا تشمل حاليًا منطقة المثلث التي جاءت في خطة ترامب، كما لا تشملها استعدادات جيش الاحتلال لتطبيقها. من جهة أخرى شرعت سلطات الاحتلال، الخميس، بشق طريق استيطاني، يربط بين مستوطنتي «عيلي» و»شيلو» المقامتين على أراضي المواطنين جنوب نابلس مع مستوطنات الاغوار. وقال مسؤول ملف الاستيطان في شمال الضفة غسان دغلس، إن الطريق الاستيطاني يصل طوله الى نحو 8 كم، ويمر من أراضي زراعية خصبة في قرى دوما وتلفيت وقريوت والمغير جنوب نابلس، حتى أراضي قرية فصايل بالأغوار الوسطى. وأكد دغلس أن مشروع شق الطرق من أخطر المشروعات التي تنفذها حكومة الاحتلال، من حيث المساحة والاستيلاء على المزيد من الأراضي وتقيد حركة المواطنين الفلسطينيين. يذكر أن حكومة الاحتلال أقرت عام 2014 مخططاً ضخماً لشق عشرات الطرقات والشوارع الالتفافية لمستوطنات الضفة الغربية تمتد على طول 300 كم، بهدف الاستيلاء على عشرات آلاف الدونمات من الأراضي الفلسطينية، وتعزيز سيطرتها على مناطق واسعة. من جهتها قالت منظمة إسرائيلية إن العالم لا يزال يرى المستوطنات الإسرائيلية انتهاكًا للقانون الدولي على أرض محتلة، رغم خطة الرئيس الأميركي دونالد ترمب، المزعومة، الداعية إلى ضمها. جاء ذلك في بيان لمنظمة «السلام الآن» (غير حكومية)، عبر «تويتر»، تعليقا على نشر الأممالمتحدة «قائمة سوداء» تضم 112 شركة تعمل في المستوطنات الإسرائيلية. وأضافت المنظمة «مرة أخرى يتضح أن الاحتلال والمستوطنات كارثة بالنسبة إلى إسرائيل». واعتبرت أنه «بعد 52 عاماً من محاولات طمس الخط الأخضر، ومع تأييد ترمب، ضمها إلى إسرائيل، لا يزال العالم يرى المستوطنات انتهاكا للقانون الدولي على أراض محتلة». وتابعت «طالما لا يوجد لدى إسرائيل حكومة تعمل على إنهاء الصراع، فسوف نستمر في دفع الثمن». وفي وقت سابق الأربعاء، نشرت الأممالمتحدة «قائمة سوداء» ل 112 شركة تعمل في المستوطنات الإسرائيلية بالضفة الغربية والقدس الشرقية وهضبة الجولان السورية المحتلة. وقالت قناة «كان» العبرية الرسمية، إن القائمة التي أصدرتها المفوضية السامية لحقوق الإنسان، تشمل 94 شركة إسرائيلية، و18 شركة من 6 دول أخرى. من جهته رحب وزير الخارجية والمغتربين الفلسطينيين رياض المالكي بإصدار المفوضة السامية لحقوق الإنسان في الأممالمتحدة قائمة الشركات العاملة في المستوطنات الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية. وقال المالكي في بيان تلقت «الرياض»نسخة منه، إن تنفيذ المفوضة السامية ميشيل باشليت لولايتها بشأن إصدار القائمة يشكل تعزيزا للمنظومة الدولية المتعددة الأطراف والقائمة على القانون الدولي في مواجهة محاولات تقويض هذه المنظومة. وطالب المالكي الدول الأعضاء في الأممالمتحدة ومجلس حقوق الإنسان بالاطلاع ودراسة هذه القائمة وتوجيه النصح والتعليمات للشركات المدرجة في القائمة بأن تنهي عملها فورا مع منظومة الاستيطان باعتبار ذلك انتهاكا للقانون الدولي وأسسه ومبادئه.