أعلن التحالف الدولي بقيادة واشنطن الثلاثاء عن تعرض دورية تابعة له لإطلاق نار أثناء مرورها قرب حاجز لقوات موالية للنظام في شمال شرق سورية، ما دفعها إلى الرد على مصادر النيران. وقال المتحدث باسم التحالف الدولي مايلز كيكينز في بيان "واجهت قوات التحالف أثناء القيام بدورية بالقرب من القامشلي نقطة تفتيش تحتلها القوات الموالية للنظام السوري... بعد سلسلة من التحذيرات.. تعرضت الدورية لنيران من أسلحة خفيفة من مجهولين". وأوضح أنه "قامت قوات التحالف بالرد على النيران كمحاولة للدفاع عن النفس"، مؤكدة انتهاء التصعيد وعودة الدورية إلى قاعدتها. وحصل تبادل إطلاق النار الذي قتل فيه شخص موال للنظام، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان، "أثناء مرور الدورية خطأ" في قرية خربة عمو جنوب شرق مدينة القامشلي والخاضعة لسيطرة قوات موالية للنظام. وشاهد مراسل فرانس برس قرب قرية خربة عمو آليات تابعة للتحالف الدولي ترفع الأعلام الأميركية تجر بواسطة كابلات مدرعتين تحملان أيضاً الأعلام نفسها أثناء خروجهما من القرية، وأشار إلى تحليق كثيف للطيران. وأوضح مصدر من قوات الأمن الكردية (الأسايش) لوكالة فرانس برس إن قوات الدفاع الوطني، الموالية للنظام، احتجزت آليتين تابعتين للقوات الأميركية ضمن التحالف الدولي الذي أرسل "تعزيزات من عشرة آليات على الأقل ونجح بسحب الآليتين العالقتين". وكان المرصد السوري أفاد عن استهداف طيران التحالف المنطقة بغارة بهدف "إخافة" القوات الموالية للنظام، إلا أن المتحدث باسم التحالف الدولي أكد لفرانس برس عدم تنفيذ أي غارة جوية. ويسيطر الأكراد منذ العام 2012 على الجزء الأكبر من محافظة الحسكة في شمال شرق البلاد، فيما بقيت قرى معدودة في ريفي مدينتي القامشلي والحسكة بينها قرية خربة عمو تحت سيطرة مقاتلين موالين للنظام. وتتواجد القوات الأميركية في المنطقة في إطار التحالف الدولي بقيادة واشنطن والذي دعم المقاتلين الأكراد على مر السنوات الماضية في معاركهم ضد تنظيم الدولة الإسلامية. موسكو تتهم أنقرة من ناحية أخرى اتهم الكرملين تركيا الأربعاء بعدم الالتزام بالاتفاقات التي أبرمتها مع روسيا "لتحييد" المتشددين في محافظة إدلب السورية، وقال إن الهجمات على القوات السورية والروسية مستمرة في المنطقة. جاءت تصريحات الكرملين بعدما قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إن الجيش التركي سيضرب القوات السورية المدعومة من روسيا في أي مكان بالوسائل البرية أو الجوية إذا أصيب جندي تركي آخر بسوء في الوقت الذي تسعى فيه قوات الرئيس بشار الأسد لاستعادة إدلب. وتصاعد العنف في إدلب المتاخمة لجنوبتركيا والواقعة في شمال غرب سورية خلال الأسابيع القليلة الماضية مع تحقيق القوات الحكومية المدعومة من روسيا وإيران مكاسب في حملتها للقضاء على آخر معقل للمعارضة في الحرب المستمرة منذ تسع سنوات. وشنت تركيا، المتحالفة مع بعض الجماعات المعارضة للرئيس الأسد، هجوما مضادا الثلاثاء بعد مصرع 13 جنديا تركيا في قصف سوري في إدلب خلال الأيام العشرة الماضية. وقال المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف إن موسكو لا تزال ملتزمة بالاتفاقات مع أنقرة، لكنها تعتبر أن الهجمات في إدلب غير مقبولة وتتنافى مع الاتفاق مع أنقرة. وهدد الرئيس التركي الأربعاء بضرب قوات النظام السوري "في كل مكان" في حال تعرض جنوده لأذى، متهما في الوقت نفسه روسيا حليفة دمشق بالمشاركة في ارتكاب "مجازر" في إدلب بشمال غرب سورية. وقال إردوغان في كلمة أمام كتلة حزبه الحاكم العدالة والتنمية في البرلمان في انقرة "أعلن اننا سنضرب قوات النظام في كل مكان اعتبارا من الآن بغض النظر عن اتفاقية سوتشي، في حال إلحاق أدنى أذى بجنودنا ونقاط المراقبة التابعة لنا أو في أي مكان آخر". وأعلن أن 14 تركياً قتلوا وأصيب 45 آخرون في قصف نفذته القوات السورية في محافظة إدلب. وفي موقف قل مثيله، انتقد إردوغان روسيا بشكل مباشر الأربعاء، بقوله إن "النظام والقوات الروسية التي تدعمه تهاجم المدنيين باستمرار وترتكب مجازر". وأضاف أن تركيا ستفعل "كل ما هو ضروري" لرد قوات النظام السوري إلى خلف نقاط المراقبة الاثنتي عشرة التي أقامتها في إدلب بموجب اتفاق سوتشي سعياً لمنع النظام من شن هجومه على المحافظة المتاخمة لها. وأفاد مراسل لوكالة فرانس برس في إدلب عن وصول موكب جديد من مدرعات تركية الأربعاء إلى بلدة بنش الواقعة شمال شرق مدينة إدلب. في الأثناء، تواصل القوات السورية التقدم والتوسع في عدد من البلدات في المحافظة، بعد سيطرتها على كل طريق حلب-دمشق الدولي للمرة الأولى منذ عام 2012. وقال إردوغان: "نحن مصممون على رد (قوات النظام) وراء الحدود التي رسمها اتفاق سوتشي بنهاية فبراير. ... سنفعل كل ما هو ضروري على الأرض وفي الجو دون أي تردد ودون أي تأخير". وقال الرئيس التركي أيضًا إن الطائرات التي تضرب التجمعات السكانية في إدلب "لن تتحرك بحرية بعد الآن". ويأتي ذلك بعد إشارة تقارير إلى أن القوات التركية أسقطت مروحية عسكرية سورية هذا الأسبوع في إدلب، لكن دون أن تؤكد أنقرة ذلك رسمياً. وعبّر الرئيسان الروسي فلاديمير بوتين والتركي رجب طيب اردوغان عن رغبتهما الاربعاء "بالتطبيق الكامل" لاتفاقات خفض التصعيد الروسية-التركية في سورية بحسب بيان صادر عن الكرملين. وأكدت الرئاسة التركية الاتصال لكن لم تذكر تفاصيل. عائلة سورية تفر من هجمات النظام غرب حلب (أ ف ب)