خسر منتخبنا الأولمبي النهائي الآسيوي أمام كوريا الجنوبية بهدف يتيم، وبالرغم من خسارة الكأس إلا إنه حضر إنجازا آخر من كتيبة المدرب الوطني سعد الشهري بتأهل المنتخب لأولمبياد طوكيو 2020 بعد غياب 24 عاماً، وما أن أطلق حكم مباراة منتخبنا مع نظيره الأوزبكي صافرة النهاية بفوز منتخبنا بهدف وحيد ليعلن "أخضرنا" تأهله للنهائي الآسيوي والتأهل الرسمي لأولمبياد طوكيو، خرجت لنا أصوات يحكمها التعصب والميول والتشكيك بمن يختلف معهم أو يخالفهم من المتواجدين بالوسط الإعلامي الرياضي على وجه التحديد وإعلان وطنيتهم المتناهية وأن "ابن النصر" المدرب سعد الشهري هو صاحب هذا الإنجاز الوطني، وأن هذا منتخب الوطن، بل ذهب بعضهم بإعلان تعصبه المقيت والإسقاط على بعض الأندية التي لم يتم استدعاء لاعبين منها للمعسكر الإعدادي أو القائمة النهائية لمنتخبنا الأولمبي وتحديداً على نادي الهلال بأنه لم يتم ضم أي لاعب منهم في القائمة النهائية للأخضر تحت 23 سنة، هؤلاء أنفسهم من كانوا يطلقون على المنتخب الأول بين فترة وأخرى بأنه "المنتخب الكحلي" أو "منتخب الهلال"، وكان آخرها في بطولة خليجي في الدوحة، وينسب النجاح في حال تحقق لمنتخباتنا بأنه إنجاز للوطن، وإن حدث الإخفاق وهو وارد في حال كرة القدم ينسب لمنتخب الهلال ولاعبيه بحجة أنه ناد مدلل ومدعوم، ويجامل باستقطاب لاعبيه على حساب مصلحة الأخضر، وبالرغم كثرة المدربين المتعاقبين على المنتخبات الوطنية وخصوصاً المنتخب الأول شاهدنا تجديدهم الثقة بلاعبي الهلال لتميزهم داخل المستطيل الأخضر، وهنا أود أن أذكر بالحملة الكبيرة التي شنها هؤلاء المتعصبون على قائد المنتخب السعودي سامي الجابر وزميله محمد الدعيع حارس القرن في كأس العالم 2002 بعد الإخفاقات الكبيرة التي صاحبت مشاركتنا المونديالية بأن منتخب الهلال سبب الإخفاقات، وتعاموا عن كون المدرب آنذاك هو المدرب القدير لاعب النصر السابق ناصر الجوهر. ومع إنجاز الأولمبي كان ابن النصر بزعمهم هو صاحب النجاح الكبير وكأنه ليس بمواطن سعودي الهوية، هل نسي هؤلاء أن المدرب الوطني الذي نفخر به سعد الشهري الذي عرفه الوسط الرياضي عبر ناديه الاتفاق الذي تدرج فيه من الفئات السنية حتى الفريق الأول ولعب في نادي النصر، ولكن الإصابة حرمتنا من موهبة كبيرة وبعدها توجه لعدة أندية واعتزل الكرة واتجه للتدريب حيث درب شباب القادسية والاتفاق وشباب النصر، ولم يستمر طويلاً معهم، ودرب المنتخب لدرجة الشباب وحقق معه إنجازات وطنية، وانتهى به المطاف بتدريب المنتخب الأولمبي الذي حقق معه هذا الإنجاز، فالمدرب الوطني سعد الشهري ينتمي للمملكة العربية السعودية وليس لنادٍ بعينه ولو قدر أن ينسب لأحد الأندية التي مر بها فالأحق بذلك هو نادي الاتفاق الذي عرفناه من خلاله ومثله، يا هؤلاء إلى متى وأنتم تصدرون التعصب المقيت وتدسون السم بالعسل باسم الوطنية، أليس منكم رجل رشيد، يستطيع الموازنة بأن كل شعارات الأندية تتوحد بمجرد تمثيل الوطن. عبدالحكيم العضيب