تشهد منطقة الشرق الأوسط حالة من التطورات المتسارعة على الساحة الإقليمية، تسودها تداعيات وترقب بعد العملية الأميركية على قائد فيلق القدسالإيراني قاسم سليماني، ونائب الحشد الشعبي العراقي أبو مهدي المهندس، وينتظر العالم ردة الفعل الإيرانية بعد أن أطلقت التصريحات لمسؤولين أميركيين وعلى رأسهم الرئيس الأميركي دونالد ترمب باتجاه إيران بشكل مباشر وعلني. وقال مستشار النزاعات الدولية أستاذ القانون الدولي الأكاديمي السوري د. محمد الشاكر ل «الرياض» إن ردة فعل إيران على هلاك «سليماني» لن تكون من أرض إيران، ومتوقع أن يكون الثأر الذي تتحدث عنه إيران المتوغلة في أرض العراق، أو استهداف القوات الأميركية في سورية أو أفغانستان، وأضاف الشاكر بأن مصرع قاسم سليماني يشير إلى حالة أبعد بكثير من كونها عملية اغتيال لشخصية ضالعة بارتكاب جرائم حرب، بقدر ما هي مقدمة لتغيير السلوك الإيراني وربما تغييراً لنظام الملالي برمته، فسليماني الذي يترأس مؤسسة الحرس الثوري الإيراني كأهم مؤسسات صنع القرار في إيران تتجاوز صلاحياته من الناحية العملية صلاحيات مؤسستي المرشد والرئاسة. وتابع الشاكر بأن اغتيال سليماني كأهم رجل دولة في إيران وبعد ساعات فقط من تأكد الولاياتالمتحدة بضلوعه في عملية اقتحام السفارة الأميركية ببغداد، يمكن اعتباره بمثابة إعلان حرب وربما تغييراً حقيقاً لقواعد اللعبة في المنطقة وبداية لطي صفحة أدوات الصراع الإيديولوجي الكلاسيكي الذي تقوده إيران في المنطقة فالاغتيال جاء اختباراً قاسياً لإيران في قدرتها على استخدام أقصى ما عندها من قوة واختباراً حقيقياً لسياسة إيران في الإقلاق التي تهدد بها بين تارة أخرى اعتماداً على سياساتها التقليدية القائمة على تهديد استقرار المنطقة عبر ميليشياتها، مبيناً بأن الاغتيال ذاته يشير إلى تحولات جذرية في السياسة الخارجية الأميركية تجاه إيران. بدوره ذكر المتخصص في الشؤون الإيرانية د. محمد محسن أبو النور بأن الخطوة الأميركية باستهداف قاسم سليماني عبارة عن قرار صادر عن المؤسسة العسكرية الأميركية «البنتاغون» وهي عملية تتجاوز الرئيس الأميركي دونالد ترمب، وتعد خطوة استباقية لإحباط عمل كبير، فضلاً عن أن كلام البنتاغون أن الضربة جاءت بتعليمات من ترمب تأتي لمنح العملية شرعية قرار الرئيس، لأن القرار لم يمرر عبر الكونغرس، وعليه فإن عدم الرد الإيراني السريع والقوي جدًا يعني كارثة للنظام. وأكد أبو النور أن بعد سليماني، قد تتخلى إيران عن أي عنصر آخر، وهذا سيعرض نظامها القائم على تلك القوات لخطر داهم قد يكلف النظام بقاءه على قيد الحياة، لافتاً بأن العملية الأميركية الثانية التي أعلنت عنها وسائل إعلام عراقية عن استهداف مقر للحشد الشعبي في منطقة التاجي في بغداد هي مواصلة لتلك الغارات.