بدأت الهيئة العامة للطيران المدني في مرحلة التشغيل التجريبي لمطار عرعر الجديد بمنطقة الحدود الشمالية، حيث استقبل «المطار الجديد» مساء أول من أمس أولى رحلات القدوم والمغادرة في الصالة الجديدة للمطار من العاصمة الرياض عبر الناقل الوطني الخطوط الجوية السعودية الخطوط الجوية العربية السعودية، وذلك بعد أن قامت الهيئة بتهيئة متطلبات التشغيل التجريبي للصالة الجديدة بمطار عرعر. وتعّد مرحلة التشغيل التجريبي الذي أطلقتها هيئة الطيران المدني أمس الأحد في مطار عرر الجديد نهج علميّ وعمليّ يكون اعتماده عند تنفيذ معظم مشاريع البنية التحتية الرئيسية في جميع أنحاء العالم، مما يسمح باختبار المرافق الحيوية بطريقة آمنة ومدروسة، حيث يكون التركيز على اختبار جميع الأنظمة التشغيلية، وتحديد المشكلات الفنية ومعالجتها قبل التشغيل الكامل للمطار. وكانت منطقة الحدود الشمالية شهدت حدثاً استثنائياً في مجال النقل الجوي، وذلك ببدء التشغيل التجريبي لمطار عرعر الجديد، والذي يأتي امتداداً لتحقيق أهداف الهيئة العامة للطيران المدني في تطوير البنى التحتية ورفع مستوى الخِدْمات المقدمة للمسافرين في مطارات المملكة، بما يسهم في دعم مسيرة التنمية وتحقيق الأهداف الإستراتيجية لرؤية المملكة 2030م، ويتواكب مع ما تشهده المنطقة من تطورًا كبيرًا في جميع القطاعات، وسيستوعب المطار الجديد النمو المتزايد في الطلب على السفر الجوي من قِبل سكان المنطقة والقادمين إليها، كما سيتمكن المطار من تقديم خِدْمات متكاملة للمسافرين وَفْق أعلى المعايير العالمية، وسيخدم المطار العديد من المراكز والهجر بمنطقة الحدود الشمالية، كما يعتبر المطار الجديد نقلة نوعية في مجال النقل الجوي للمنطقة، حيث سيوفّر المطار الجديد أفضل التقنيات والخِدْمات التي ستسهم بدورها في تحسين تجربة المسافر، وهو ما يتماشى مع أهداف رؤية المملكة 2030 الرامية إلى تحقيق التنمية الاقتصادية في جميع مناطق المملكة. وقامت الهيئة العامة للطيران المدني بتنفيذ مشروع مطار عرعر الجديد، في ظل الطلب المتنامي لاستيعاب أعداد المسافرين المتزايدة واستحداث وجهات جديدة، وقد تمت في أعمال تصميم المشروع مراعاة البعد البيئي وتحقيق التكامل بجميع الوظائف والخِدْمات الأرضية للمطار، حيث يشكل التصميم الخارجي حرف «العين» الذي يرمز للحرف الأول من مدينة عرعر، وقد كان في تنفيذ المطار الالتزام باشتراطات منظمة الطيران المدني الدولي (ICAO) واتحاد النقل الجوي (IATA) لتستوعب الصالة الجديدة بالمطار لأكثر من (1,039,000) مسافر سنوياً، كما ستبلغ الطاقة الاستيعابية للحركة الجوية بمطار عرعر الجديد أكثر من (10) آلاف رحلة سنويا. وتحتوي صالة السفر الرئيسية بالمطار الجديد على (6) بوابات للسفر منها بوابتان جسور للإركاب في صالة السفر الجديدة تخدم (4) طائرات في وقت واحد، وعدد (4) بوابات تخدم مواقف الطائرات في ساحات المطار الجديد، كما يوجد بصالة السفر الرئيسية بمطار عرعر الجديد نظام متطور لمناولة أمتعة المسافرين بعدد (2) لسيور العفش، بالإضافة إلى (10) منصات لإنهاء إجراءات السفر، و (12) منصة للجوازات لمرحلة القدوم، و(8) منصات لمرحلة المغادرة، علاوة على تجهيز(900) مقعد في صالة الركاب الرئيسية. ويشتمل مطار عرعر الجديد، على جميع الخدمات التي تخدم المسافرين، حيث يتسع مبنى صالة السفر الرئيسة بمساحة تبلغ 14.990 متر مربع، ومبنى للصالة الملكية بمساحة 1.800 متر مربع، ومبنى الإطفاء والإنقاذ بمساحة تصل إلى 3.200 متر مربع، ومبنى لإدارة المطار بمساحة 850 متر مربع، بالإضافة إلى مبنى محطة الكهرباء الرئيسية بمساحة 1,100 متر مربع، ومبنى لأبراج التبريد بمساحة تبلغ 2,200 متر مربع، إلى جانب مباني البوابات ومواقف للطائرات والأعمال الخارجية ومحطة معالجة الصرف الصحي. يذكر أن الهيئة العامة للطيران المدني حرصت في تنفيذ مشروع مطار عرعر الجديد على تحسين وتوفير جميع الخِدْمات لذوي الإعاقة، وذلك عبر تهيئة صالة السفر الرئيسية وتأمين جميع الاحتياجات الخاصة بهم من مسارات متحركة ومنصات خدمة خاصة لهذه الفئة الغالية في منطقة التفتيش. ومنطقة إنهاء إجراءات السفر، بهدف إنهاء إجراءات سفرهم بكل يسر وسهولة، تأتي هذه الخطوة من الهيئة في إطار حرصها على تحسين الخِدْمات في جميع مطارات المملكة لتكون مطارات صديقة لذوي الإعاقة. وقد حقق مطار عرعر نمو في حركة المسافرين خلال السنوات الماضية، وتشير إحصائيات هيئة الطيران المدني إلى وصول عدد المسافرين عبر مطار عرعر خلال العام الماضي 2018م إلى (346) ألف مسافر، كما تقوم الناقلات الوطنية بتشغيل رحلات منتظمة من مطار عرعر وإليه هي (الخطوط الجوية العربية السعودية، وشركة طيران ناس) ويرتبط المطار برحلات مباشرة إلى (3) محطات وهي كل من (مطار الملك خالد الدولي بالرياض، ومطار الملك عبد العزيز الدولي بجدة، ومطار مطار الملك فهد الدولي بالدمام). تجدر الإشارة إلى أن مطار عرعر القديم تم تأسيسه عام 1981م، بمساحة إجمالية تصل إلى (1810) متر مربع، ومدرج بطول 3050 م وعرض 45 م، بينما تصل طاقته الاستيعابية (196,000) مسافر سنوياً، كما تبلغ الطاقة الاستيعابية للحركة الجوية بمطار عرعر القديم أكثر من (2.400) رحلة سنويا.