كل عمل يجد التقدير وينال صاحبه التكريم يكون محفزاً للمزيد من العطاء والتفاني من أجل تقديم أعمال أخرى تستحق الإشادة، كما أن هذا التقدير والتكريم يكون محفزاً للآخرين من أجل حذو هذا المسلك من قبل من يستطيعون تقديم عمل جليل بفضل ما حباهم الله من علم وجهد يستطيعون من خلاله تقديم ما يخدم مجتمعهم بل الإنسانية جمعاء، ومن أهم وأشهر ما يتم به التكريم في وقتنا الحاضر هو منح الأوسمة التي تقدم عرفاناً لما قدمه مستحقه من خدمة أو إنجاز يشار إليه بالبنان، والوسام مأخوذ من كلمة «وسم» ففي المعجم يقال وسَم فلانًا بكذا: أي ميَّزه به ووسَمه بالخير، ووسام الدولة هو وُسام يُمنَح مِن قِبَلْ الدولة أو رئيس الدولة أو البيت الملكي تقديراً للأعمال الجديرة والجليلة للأفراد، وقد عرف العالم الأوسمة منذ القرن التاسع عشر، وفي بلادنا فقد بدأ منح الأوسمة منذ وقت مبكر ويعود تاريخ أول منح للأوسمة والميداليات إلى عهد المؤسس الراحل الملك عبدالعزيز - طيب الله ثراه - حيث تم تصنيع عدد قليل من الأوسمة وتم استبدالها تدريجياً بالأوسمة السعودية الحالية، ثم جاء عهد الملك سعود - رحمه الله - فتم خلال فترة حكمه تصميم أوسمة وميداليات خاصة، وكان ذلك في الفترة بين عامي 1954م و1955م حيث كان الترتيب يبدأ بالأوسمة، ثم ميداليات الإنجاز، ثم ميداليات الخدمة والحملات، وأخيراً الميداليات التذكارية، وتم منح الجنود الذين اشتركوا في حرب فلسطين ميدالية خدمة فلسطين، بالإضافة إلى أحد الميداليات الثلاث التذكارية بالحرب الفلسطينية التي شاركوا فيها، ومن الأوسمة التي تم منحها في تلك الفترة هي: وسام الملك عبدالعزيز آل سعود، ونجمة الملك سعود، والوسام العسكري الوطني، وميدالية كفاية، وميدالية استحقاق، وميدالية خدمة، ميدالية تقدير، وميدالية الخدمة والقدوة الحسنة، وكذلك ميدالية ترقية استثنائية، وميدالية الإصابة في الحرب، وميدالية فلسطين، وفي العهود الزاهرة التي تلت عهد الملك سعود - رحمه الله - تم منح العديد من الأوسمة والميداليات تكريماً لشخصيات أجنبية كبيرة كرؤساء الدول وشخصيات وطنية كان لها تأثير كبير في خدمة الدولة والمجتمع، ومن ثم صدر نظام بمرسوم ملكي في عهد الملك فيصل بن عبدالعزيز - رحمه الله - عام 1969م، حيث تمنح هذه الأوسمة بموجب أمر ملكي إلى رؤساء الدول والشخصيات المدنية والعسكرية والوطنية، تكريمًا لهم لما قدموه من أعمال ووقائع مهمة، أو لتخليد مناسبات ذات قيمة وطنية. أربع درجات وتنقسم الأوسمة السعودية إلى أربع درجات رئيسة ولا تمنح إلاّ بموجب أمرٍ ملكي، وهي كالتالي: قلادة بدر الكبرى، قلادة الملك عبدالعزيز، وشاح الملك عبدالعزيز، وسام الملك عبدالعزيز، وتعتبر قلادة بدر الكبرى وقلادة الملك عبدالعزيز أرفع الأوسمة السعودية درجة في التكريم، ويحملها ملك المملكة العربية السعودية بعد مبايعته، وتمنح فقط تكريمًا للملوك ورؤساء الدول، ويأتي في الدرجة الثانية من التكريم وشاح الملك عبدالعزيز، ويليه وسام الملك عبدالعزيز وهو في الدرجة الثالثة من الأوسمة السعودية وجاء على خمس درجات، ويأتي في الدرجة الرابعة الأوسمة التقديرية وهي على ثلاث درجات: وسام الملك سعود، ووسام الملك فيصل، ووسام الملك خالد، ووسام الملك فهد، ووسام الملك عبدالله، وفي عام 2015م تم تعديل اللائحة التنفيذية لنظام الأوسمة السعودية وأضيف لها وسام خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز - حفظه الله -. ترتيب الأوسمة وعند الحديث عن الأوسمة السعودية فإنه لا بد أن نشير إلى ترتيبها من حيث الأهمية، فمن أرفع الأوسمة السعودية في التكريم تأتي قلادة بدر الكبرى، وهي عبارة عن سلسلة من الذهب عيار 14، حلقاتها على شكل مستطيلات تمثل الشعار السعودي «السيفان والنخلة»، ومعلق بها رصيعة من الذهب والميناء الخضراء في وسطها دائرة من الميناء البيضاء في منتصفها ميناء خضراء مكتوب فيها عبارة «بدر الكبرى» بخط ذهبي، وفي دائرة الميناء البيضاء المحيطة بها «لا إله إلاّ الله محمد رسول الله»، وطول السلسلة 108 سم مكونة من 19 حلقة مستطيلة، وقُطر الرصيعة مع زخارفها 12سم، وتعلق الرصيعة في السلسلة بقطعة من الذهب بشكل الشعار السعودي، ثم العقال والهلال وحلقة صغيرة تربط الرصيعة بالهلال، ولا تمنح إلاّ تكريماً للملوك ورؤساء الدول وقادة الأمة الإسلامية، وأشهر من حصل عليها: الرئيس الماليزي توانكو سيد سراج الدين، والرئيس الكازاخستاني نور سلطان نزار باييف. وتأتي قلادة الملك عبدالعزيز التي تتساوى مع قلادة بدر الكبرى في الدرجة ولكن أقل في المرتبة، وتتكون من سلسلة من الذهب عيار 14 حلقاتها على شكل مستطيلات، فيها زخارف عربية، بعضها عليه السيفان السعوديان، وبعضها عليه أربع نقاط من الميناء الخضراء والحمراء، ومعلق بها رصيعة من الذهب مزخرفة بالميناء البيضاء والخضراء، وفي وسط دائرة الميناء البيضاء عبارة عبدالعزيز آل سعود بخط ذهبي، وطول السلسلة 108 سم فيها 21 حلقة مستطيلة، وقُطر الرصيعة مع زخارفها 14سم، وتعلق الرصيعة في السلسلة بقطعة من الذهب بشكل الشعار السعودي، ثم العقال وحلقة تربط الرصيعة بها، وكقلادة بدر الكبرى فقلادة الملك عبدالعزيز أيضاً لا تمنح إلاّ تكريماً للملوك ورؤساء الدول، وأشهر من حصل عليها الرئيس الأميركي جورج بوش، والرئيس الأميركي باراك أوباما، والرئيس الأميركي الحالي ترمب، والرئيس المصري عبدالفتاح السيسي والرئيس التونسي الباجي قائد السبسي والرئيس الروسي فلاديمير بوتين والرئيس الفرنسي فرانسوا أولاند. وشاح الملك عبدالعزيز بعد ذلك يأتي وشاح الملك عبدالعزيز في الدرجة الثانية بعد قلادة بدر الكبرى وقلادة الملك عبدالعزيز، وهو وشاح من القماش الحريري الموشح باللون الأخضر الغامق، وفي كلٍّ من جانبيه خطٌّ أصفر ذهبي، معلق في أسفله الشعار السعودي معلق به رصيعة من الفضة المذهبة، وله طبقتان: الطبقة الأولى والطبقة الثانية، ويمنح فقط لأولياء العهد وأمراء الأسر المالكة ورؤساء مجلس الوزراء ورؤساء الهيئات النيابية ومن في درجتهم، مثل رئيس مجلس الشعب أو مجلس الشورى أو مجلس العموم أو الكونغرس، وأشهر من حصل على وشاح الملك عبدالعزيز من الطبقة الأولى هم: الأمير نايف بن عبدالعزيز والأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز، ورئيس مجلس وزراء إيطاليا سيلفيو برلسكوني، ورئيس وزراء ماليزيا محمد عبدالرزاق، والمستشارة الألمانية أنغيلا ميركل، ورئيس الوزراء الياباني شينزوا آبي، والأمير بدر بن عبدالمحسن بن عبدالعزيز، والأمير خالد الفيصل بن عبدالعزيز، أمّا أشهر من حصل على وشاح الملك عبدالعزيز من الطبقة الثانية فهم: وزير البترول والثروة المعدنية المهندس على النعيمي، ومؤسس بنك جرامين البنغلاديشي محمد يونس، ووزير الدولة للشؤون الخارجية السابق نزار مدني. وسام الملك عبدالعزيز ويُعد وسام الملك عبدالعزيز هو ثالث الأوسمة السعودية في الدرجة، ويمنح تقديراً لمن يؤدي خدمات كبرى للدولة، أو لأحد مؤسساتها، أو يقوم بخدمات أو أعمال ذات قيمة معنوية مهمة، أو لمن يقدم تضحيات كبيرة، والوسام عبارة عن خمس درجات وهي الدرجة الممتازة والأولى والثانية والثالثة والرابعة، ومن أشهر الذين حصلوا على وسام الملك عبدالعزيز من رؤساء الدول: الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، الرئيس الأميركي الأسبق جورج بوش الابن، الرئيس الأميركي باراك أوباما، ملك إسبانيا فيليب السادس، الرئيس الأميركي الحالي دوناد ترمب، الرئيس الفرنسي السابق فرانسوا أولاند، ومن أشهر من حصل عليه من أصحاب السمو الأمراء والوزراء وكبار المسؤولين كل من: صاحب السمو الملكي الأمير الوليد بن طلال، وصاحب السمو الملكي الأمير عبدالله بن متعب بن عبدالله بن عبدالعزيز، وصاحب السمو الملكي الأمير منصور بن مقرن بن عبدالعزيز - رحمه الله -، ورمزي الدهامي، كمال باحمدان، عبدالله الشربتلي، الأمير فهد بن عبدالله بن محمد، خالد بن عبدالعزيز الفالح، نظمي النصر، إسماعيل بن إبراهيم الشورى، كما تم منح الوسام لعدد من السيدات ومن أشهرهن سمر الحمود، خولة الكريع، الأميرة سارة الفيصل بن عبدالعزيز، غدير بنت محمد كتوعة، ريم بنت علي النهاري، سوزان بنت سالم الخالدي، كما تم منح الوسام لغير السعوديين، ومن أبرز الأجانب الذين نالوا ذلك التكريم فرمان علي خان باكستاني الجنسية، وحصل عليه بعدما أنقذ 14 شخصاً من الغرق في السيول التي اجتاحت جدة عام 2010م، وكتشجيع وتكريم للمتبرعين بأحد أعضائهم الرئيسة يتم تكريمهم بوسام الملك عبدالعزيز من الدرجة الثالثة، كما تم منح عدد من الأوسمة العسكرية ومن أشهرها وسام الجيش السعودي لتحرير دولة الكويت، وقد تم توزيعه من قبل الحكومة السعودية لجميع المشاركين في الحرب. أوسمة تقديرية وتعد أوسمة الملك سعود، الملك فيصل، الملك خالد، الملك فهد، الملك عبدالله، الملك سلمان، أوسمة تقديرية تكون في الدرجة الرابعة من حيث الترتيب بالنسبة إلى الأوسمة السعودية، ويشتمل كل منها على ثلاث درجات، وتُمنح بمناسبة اليوم الوطني للمملكة لمن حققوا إنجازات كبيرة أو قاموا بعمل استثنائي مميز، وذلك على النحو الآتي: وسام الملك سعود للمميزين في مجال الخدمة المدنية، والقضاء، والاقتصاد والمال، والمهن الحرة، ولمن قام بعمل بطولي نبيل، ووسام الملك فيصل للمميزين في مجال خدمة الإسلام، والمجال الدبلوماسي، والمجالات العسكرية والأمنية، ووسام الملك خالد للمميزين في مجال خدمة اللغة العربية، والتراث الوطني، وحماية البيئة والتطوير الحضري، ووسام الملك فهد تقديراً للمميزين في مجالات العلوم، والفنون، والآداب، والطب، والتربية والتعليم، والبحث العلمي، والتنمية المستدامة، وكذلك لأصحاب المبادرات البارزة في مجالات خدمة المسلمين، والعناية بكتاب الله والسنة النبوية، وخدمة التضامن العربي، وتوطيد الأمن والاستقرار الدوليين، والمحافظة على الأمن الوطني، أمّا وسام الملك عبدالله فيُمنح للمميزين في مجال المبادرات الإنسانية العالية، والتنمية الاجتماعية، والوحدة العربية والإسلامية، وإرساء مبادئ العدالة والتسامح، والتقنية والاتصالات، والتطوير الإداري، كذلك وسام الملك سلمان يُمنح تقديراً للمميزين في مجالات التاريخ الوطني والعربي والإسلامي والمكتبات وخدمة المخطوطات والوثائق التاريخية وللمميزين في مجالات الإعلام والثقافة، وتنمية السياحة الوطنية، ولأصحاب المبادرات البارزة في الأعمال الإنسانية والخيرية والإغاثية. مبدعون ومميزون واستمراراً للتكريم الذي يلقاه كل المبدعين والمميزين في العطاء من المواطنين من كلا الجنسين فإنه يتم في كل عام تكريم كوكبة منهم، وفي هذا العام فقد منح أمر ملكي أصدره خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز - حفظه الله - أوسمة ملكية لأكثر من 1200 مواطن ومواطنة، بينهم عدد من المثقفين ورجال القطاعات العسكرية، وكذلك عدد من الأطباء والطبيبات من منتسبي وزارات وقطاعات عسكرية، نظير قيامهم بأعمال وإنجازات تخدم القوات المسلحة، أو إسهامهم بفاعلية في عملية «إعادة الأمل» باليمن، يترافق ذلك مع احتفال السعودية بيومها الوطني، وتنوعت الأوسمة التي تم منحها للضباط والأفراد الموظفين من منتسبي وزارة الدفاع، ما بين وسام الملك سعود من الدرجة الثالثة ووسام الملك فيصل من الدرجة الثالثة، ووسام الملك خالد من الدرجة الثالثة، ووسام الملك فهد من الدرجة الثالثة، ووسام الملك عبدالله من الدرجة الثالثة، ووسام الملك سلمان من الدرجة الثالثة، كذلك صدر أمر ملكي بالموافقة على منح وسام الملك خالد ووسام الملك سلمان للذين تم ترشيحهم من قبل دارة الملك عبدالعزيز. الملك سلمان كرّم المبدعين والمميزين من أبناء المملكة الأوسمة تكريم لعطاء متجدد وسام الملك عبدالعزيز يُمنح لمن قدّم أعمالاً كبرى وشاح الملك عبدالعزيز يأتي ثانياً في ترتيب الأوسمة