فتح فوز العالم د. جون جودنوف أكبر الفائزين بجائزة نوبل في الكيمياء الباب مجددا حول تقاعد الأستاذ الجامعي بعد أن انتقد العالم الأكاديمي، البالغ من العمر 97 عامًا، جامعة أكسفورد التي أجبرته على التقاعد في سن الخامسة والستين، وقال جودنوف «لم أكن أرغب في التقاعد، فمن الغباء جعل الناس يتقاعدون، لقد مرت 33 سنة جيدة، منذ أن أُجبرت على التقاعد، فأنا قادر على العمل كل يوم بعد وصولي إلى هذه السن». ففي الكثير من جامعات العالم لا يقاس عطاء الأستاذ الجامعي بعمره بل بعطائه العلمي والبحثي، فلا يعقل بعد أن نقوم بتمهيد التربة وزراعة البذرة ورعايتها بالماء والهواء حتى تصبح شجرة مورقة، موفورة الثمار أن نأتي بقرار جائر ونبتر هذه الشجرة ونلقي بثمارها بحجة زراعة بذور جديدة سيكون نصيبها مثل سابقتها. وفي جامعاتنا السعودية بعد أن يكون عضو هيئة التدريس قد قضى ما يزيد على الثلاثين عاما بين فصول ومعامل متفاعلا ومشاركا في العملية التعليمية ومنتجا في محال البحوث وخدمة المجتمع.. يصل إلى نهاية الخدمة ليجد نفسه لا مكان له إلا بطلب لمد أو بمعنى أدق طلب الخدمة من طلابه الذين سبق له درسهم أو ومن بعض الأشخاص غير الراغبين في وجوده. فعلينا أن نفرق بين دعم الشباب الذي أؤمن به بالطبع لأن ذلك سنة الحياة وبين كيفية تعظيم استفادتنا من ثروتنا العلمية ذات القيمة والقامة الكبيرة في تخصصاتهم، كما علينا أن نضع الآليات التي تضمن تكريمهم بأفضل صورة ممكنة. لا شك أن البصيرة الإدارية للمؤسسة التعليمية يجب أن تكون واعية على الأهداف الأساسية لها وعليها أن تعمل على تطوير اللوائح والأنظمة بما يتلاءم مع طبيعة المنشأة وأهدافها.. فهي ليست مجرد مؤسسة بيروقراطية لموظفين يقومون بأعمال روتينية.. بل هي مؤسسة بناء العقول.. وهذا النمط من المنشآت بحاجة ماسة إلى مدى زمني للكفاءات لتنتج وتبدع.. خاصة وأن الثروة البشرية هي أغلى ما تملكه أي مؤسسة وهي الرأس مال الحقيقي للإنتاج والتطوير وقيادة قاطرة التنمية في أي مجتمع.. وهذا ما تسعى إليه رؤية المملكة الجريئة والتنموية 2030.