أكد صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز رئيس مجلس أمناء جائزة عبداللطيف الفوزان لعمارة المساجد رئيس مؤسسة التراث الخيرية، أن أعظم شرف أن يوفق الله الإنسان للعمل في شأن المساجد والعناية بها، كونها بيوت الله وهي جزء لا يتجزأ من ديننا وحياتنا اليومية، ولقد كان للمسجد الدور الأساسي في بلاد المسلمين واجتماعهم للصلاة والتداول والتشاور في أمور حياتهم ودينهم. وبين سموه أن الوحدة الوطنية التي قامت عليها المملكة العربية السعودية التأمت على الدين الإسلامي الحنيف والقيم الأصيلة التي هي عامل بقائنا وسر قوتنا وتوحدنا، وأن هذه الوحدة التي انطلقت من المساجد والبناء المجتمعي الذي جعل المسجد محوراً في تركيبته، وعت الدور الشمولي الذي كان عليه المسجد في صدر الإسلام وعصور ازدهار الحضارة الإسلامية. وقال سموه في كلمة له في افتتاح المؤتمر العالمي الثاني لعمارة المساجد الذي نظمته في العاصمة الماليزية كوالالمبور جائزة عبداللطيف الفوزان لعمارة المساجد، «إن الإسلام دين عالمي لكل مكان وزمان وأن المملكة العربية السعودية بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود حفظه الله تولي المساجد عناية خاصة وأولوية قصوى»، مشيراً سموه إلى أن المملكة لا تألو جهداً في العناية بالمساجد وتهيئة القائمين عليها وتعد ذلك واجباً عليها، وامتداداً لما حباها الله من شرف خدمة الحرمين الشريفين. وأوضح أن جائزة الفوزان التي تعتز بأنها نبعت من المملكة العربية السعودية بلد الحرمين الشريفين وقبلة الإسلام والمسلمين تعمل ضمن جهود مؤسسية لتعظيم رسالة المسجد والعناية على مختلف المجالات، وتستهدف إحياء دور المسجد خاصة في الأحياء السكنية وربط العناية به بسكان الأحياء ضمن منظومة متكاملة تضمن مشاركة الأسر والنشء في العناية بالمسجد وخدمته كواجب أساسي ولا يجب النظر إليه أنه مسؤولية الدولة فقط. وأكد الأمير سلطان بن سلمان على أهمية أن تكون عنايتنا بالمساجد التي هي بيوت الله أولى من عنايتنا ببيوتنا الشخصية، ونبذل لذلك كل ما نستطيع، ويستعد كل واحد منا على العناية بالمسجد ويعود أبناءه على ذلك، وأن نسعى لتهيئة المساجد لتكون جاذبة للمصلين وأجواؤها مناسبة لتلاقيهم، فالمساجد اليوم لم تعد مقتصرة على كونها مكاناً للصلاة التي هي بلا شك أعظم أدواره وأشرفها، لكنه تجاوزت ذلك ليصبح مكاناً للتلاقي وموضعاً لترسيخ القيم وتفقد الأحوال بعد أن انتشرت العزلة نتيجة لتغير وسائل التواصل وسلوكيات التلاقي في المجتمعات. ولفت سموه الانتباه إلى أن المساجد آخذة في الانتشار في أرجاء العالم نتيجة لانتشار الدين الإسلامي الحنيف، وذلك يفتح لنا آفاقاً لتطوير معايير التهيئة وإيضاح أدوار المساجد في المجتمعات والدول غير المسلمة لتكون مرحبة بالمسلمين وغير المسلمين ومنصة لنشر القيم الإسلامية والدين الصحيح والأخلاق السمحة، إذ إن خدمتنا للإسلام وسبل نشره تقتضي ألا نبقى منغلقين على أنفسنا. وشدد سموه على أهمية أن تتحول المساجد إلى أماكن يجد فيها الناس السعادة والراحة والطمأنينة، وأنه من المهم أن تكون المساجد مرحبة بالناشئة وممكنة للمصلين والمرتادين أن يعيشوا في أجواء أخوية تجعل من هذا التواجد المتكرر يومياً إيجابياً على حياتهم وعلاقاتهم ببعضهم البعض. وتطرق سموه إلى مشروع المملكة العربية السعودية للعناية بالمساجد العتيقة التاريخية، حيث أشار إلى أن مؤسسة التراث الخيرية التي تشرف بتأسيسها ورئاستها منذ عام 1417ه (1996م)، أطلقت مبادرة رائدة منذ عام 1417ه (1996م) للعناية بهذه المساجد المنتشرة في أرجاء المملكة، ثم عملت المؤسسة مع الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني لتأسيس برنامج العناية بهذه المساجد وتوثيقها وإعادة بنائها وإحيائها، ولقد تسابق الناس لتقديم العون في مناطقهم ومدنهم وقراهم لاستعادة هذه المساجد التاريخية التي كان لها دور أساسي ومحوري في انطلاق وتمكين وحدتنا الوطنية طوال الثلاثمائة عام الماضية، فقد تم حصر 1400 مسجد تاريخي عام 2019م، و1740 مسجداً مستهدفاً عام 2020م، وتم ترميم 135 مسجداً، ومخطط ترميم 200 مسجد عام 2020م. سموه ملقياً كلمته في الحفل