ثلاث قضايا عالمية ستكون محل بحث وزراء خارجية قمة العشرين في ناغويا باليابان، التي بدأت أمس الجمعة وتستمر على مدى يومين، إذ سيبحث الوزراء تعزيز التجارة الحرة والحكم العالمي، وتحقيق أهداف التنمية المستدامة، ومتابعة الجهود لتنمية أفريقيا. وأكد وزير الخارجية الياباني "موتيجي توشيميتسو" أن بلاده تبادر بفعالية في تناول هذه القضايا، وتأمل أن تتمكن من إثبات قيادتها الدبلوماسية في ختام رئاسة مجموعة العشرين اليابانية، استناداً إلى ما حققته مجموعة العشرين في قمة مجموعة العشرين أوساكا. يتوقع أن يشغل المحور الاول المتعلق بتعزيز التجارة العالمية حيزا كبيرا من نقاشات وزاري G20، حيث تواجه الأطر المتعددة الأطراف تحديات متباينة. إذ تؤثر التوترات التجارية والمخاطر الجيوسياسية بالسلب على الاقتصاد والتجارة العالميين، وستتسعى النقاشات إلى التأكيد على الحاجة الماسة إلى إصلاح منظمة التجارة العالمية؛ كما سيؤكد اجتماع ناغويا أيضًا على أهمية مجموعة العشرين كمنتدى للإمداد بالزخم السياسي اللازم من أجل وضع القواعد الدولية، من خلال إعطاء أمثلة حول التدفق الحر للبيانات مع الثقة، "مسار أوساكا"، وهي عملية من شأنها تعزيز وضع القواعد بشأن الاقتصاد الرقمي بما في ذلك مفاوضات التجارة الإلكترونية في منظمة التجارة العالمية، ومبادئ مجموعة العشرين بشأن الذكاء الاصطناعي، ومناقشات حول التحديات الضريبية الناشئة عن رقمنة الاقتصاد. وفيما يتعلق بتعزيز أهداف التنمية المستدام، تؤكد مجموعة العشرين مجددا عزمها على لعب دور قيادي في تحقيق هذه الاهداف فقد أطلقت قمة العشرين في ظل رئاسة اليابان، عددا من المبادرات، بما في ذلك "رؤية أوساكا للمحيط الأزرق" والتي تهدف إلى تقليص التلوث الإضافي الناجم عن النفايات البلاستيكية البحرية حتى يصل إلى الصفر بحلول العام 2050، و "مبادئ مجموعة العشرين للاستثمار في البنية التحتية عالية الجودة" التي تركز على الانفتاح والشفافية والكفاءة الاقتصادية والقدرة على تحمل أعباء الديون. وتمثل مبادرة اليابان "عقد العمل"، رؤية بناءة بهدف تسريع المبادرات الملموسة في المجالات ذات الأولوية المحددة في قمة أهداف التنمية المستدامة، حيث تتشاطر مجموعة العشرين التحديات في تنفيذ أهداف التنمية المستدامة بالإضافة إلى ممارساتها الحميدة في التغلب على هذه التحديات، بما في ذلك مبادرات نهج (كل اليابان) تحت رعاية مجلس تعزيز أهداف اليابان الخاصة بالتنمية المستدامة." وفيما يخص تنمية افريقيا سيطرح وزاري G20، تقديم "نهج جديد للسلام والاستقرار في أفريقيا"، وهي مبادرة تدعم فيها اليابان الجهود التي تقودها القارة الأفريقية لمنع نشوب الصراعات والوساطة والتحكيم وكذلك بناء المؤسسات. وبمقتضى نتائج مؤتمر طوكيو الدولي السابع للتنمية الأفريقية "تيكاد 7"، سيتم التأكيد على أهمية النقاط الثلاث التالية: (1) تعزيز الاستثمارات الخاصة، (2) المساعدة الإنسانية/ الإنمائية الشاملة لمجتمع مستدام وحيوي، (3) دعم جهود السلام والأمن التي تقودها القارة الأفريقية. كما سيتم التأكيد مجدداً على أهمية "مبادئ مجموعة العشرين للاستثمار في البنية التحتية عالية الجودة". وبالطبع لن تخلو اجتماعات ناغويا من رسائل رمزية تتوخاها اليابان من خلال اختيار هذه المدينة موقع لانعقاد الاجتماع الوزاري حيث تشغل ناغويا، عاصمة آيتشي، موقعاً جغرافياً في وسط اليابان وتتمتع بتاريخ ثري كمركز للتبادل التجاري والثقافي، وتأمل طوكيو أن يعزز هذا الاجتماع الدولي من جاذبية ناغويا - آيتشي باعتبارها مركزًا صناعيًا رائدًا عالميًا وواحدة من أكبر المرافئ التجارية في اليابان، بالإضافة إلى عدد من مواقع التراث التاريخي بما في ذلك قلعة ناغويا.