الخطاب السنوي لخادم الحرمين من منبر مجلس الشورى يؤكد أهمية هذا المجلس في البناء المؤسسي والتنظيمي للدولة، ويدلل على أن المملكة دولة مؤسسات وأنظمة وقوانين تنظم أعمالها وتسعى لتحقيق أعلى المستويات الرقابية التي تكفل تنمية وتطوير المجتمع على الأسس الصحيحة.. بصفته مؤسسة عريقة من مؤسسات الدولة الرئيسة التي تخدم المواطن وتساهم في تنمية الوطن، فإنه يحظى بالرعاية الشاملة والدعم الكامل من ملوك الدولة في جميع المجالات وعلى كل المستويات. وبصفته مؤسسة سيادية من مؤسسات الدولة العليا التي منحها نظامها الأساسي الوظيفة الرقابية والوظيفة التنظيمية التشريعية، فإنه يتمتع بالاستقلالية الكاملة في أعماله والحرية التامة في قراراته كما كفلها له نظامه الأساسي، وأكد عليها ملوك الدولة الكِرام في كل المناسبات الرسمية على مدى العقود الماضية. وبصفته مؤسسة أصيلة في نشأتها وعريقة في تاريخها وسيادية بنظامها ووطنية في رسالتها ورشيدة في قراراتها وثرية بآرائها ومقترحاتها، فقد خصص له ملوك الدولة الكِرام جزءاً ثميناً من وقتهم لزيارته والتفضل بإلقاء خطاباتهم السنوية من على منبره تعبيراً عن مكانته كمؤسسة سيادية، وتقديراً لدوره التاريخي في خدمة الوطن والمواطن على أكمل وجه. هذه المؤسسة الوطنية الأصيلة والعريقة هي مجلس الشورى الذي يتشرف من جديد بزيارة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز - أيده الله - ليلقي خطابه السنوي من على منبره الوطني. نعم، إنه يوم من أيام مجلس الشورى الخالدة التي ستسجلها سجلات الشرف؛ وإنه يوم من أيام الوطن العزيزة التي ستخلدها ذاكرته الوطنية الكريمة بمواقفه الأبية وبأحداثه التاريخية وبرجاله الأوفياء وبقادته الكرام. نعم، إنه كذلك عندما يكون الحدث هو الخطاب السنوي لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز - أيده الله - الذي يتضمن في ثناياه سياسة الدولة الداخلية والخارجية، وتعتبر رسالته خطة عمل وخارطة طريق لمجلس الشورى بشكل خاص، ولجميع مؤسسات الدولة بشكل عام. خطاب ملكي كريم يتضمن توجيهات مباشرة لمجلس الشورى لمواصلة العمل وبذل المزيد من الجهد في سبيل خدمة الوطن والمواطن في حدود صلاحياته المنصوص عليها في نظامه الأساسي. خطاب ملكي كريم يؤكد على أهمية مجلس الشورى كمؤسسة من مؤسسات الدولة السيادية التي تساهم في بناء وتنمية وتطوير المجتمع، وتحديث أنظمته وقوانينه، ومراجعة تقارير أجهزة ومؤسسات الدولة ومراقبة أدائها دورياً. خطاب ملكي كريم يوجه مجلس الشورى للاستمرار في التواصل مع المجالس والبرلمانات في الدول الشقيقة والصديقة للمملكة لتفعيل الدبلوماسية البرلمانية على جميع المستويات المنصوص عليها في نظامه. خطاب ملكي كريم يوجه جميع أجهزة ومؤسسات الدولة بأهمية بذل أقصى ما يمكن في سبيل خدمة المواطن والتيسير عليه في جميع المجالات وعلى كل المستويات، والاستمرار في تنفيذ الخطط التنموية المعتمدة التي تكفل تطوير المجتمع في جميع المجالات، وتضمن الارتقاء بمستوى الوطن في المجتمع الدولي ليُصبح في مصاف الدول المتقدمة. خطاب ملكي كريم يؤكد على ثبات سياسة المملكة القائمة على المبادئ الإسلامية الصحيحة والقيم العربية الأصيلة، ويؤكد على استمرار سياستها في دعم الأمن والسلم والاستقرار على جميع المستويات الإقليمية والدولية، ويؤكد على أهمية العمل الدولي المشترك لمواجهة ومحاربة الجماعات المتطرفة والتنظيمات الإرهابية والميليشيات المسلحة والأنظمة الخارجة على القانون. وفي الختام من الأهمية القول: إن هذه المناسبة الوطنية الكريمة المتضمنة الخطاب السنوي لخادم الحرمين الشريفين من منبر مجلس الشورى تؤكد أهمية هذا المجلس في البناء المؤسسي والتنظيمي للدولة مُنذ أن أسسها الملك عبدالعزيز - طيب الله ثراه -، وتُدلل على أن المملكة دولة مؤسسات وأنظمة وقوانين تنظم أعمالها وتسعى لتحقيق أعلى المستويات الرقابية التي تكفل تنمية وتطوير المجتمع على الأسس الصحيحة.