قال وزير المالية محمد الجدعان: إن السياسة الضريبية في المملكة تستهدف تحقيق التوازن بين الأهداف المالية والاقتصادية للدولة، حيث تراعي الحفاظ على الاستدامة المالية في المديين المتوسط والطويل بما يضمن تحفيز معدلات النمو الاقتصادي. وأكد في كلمته خلال افتتاح المؤتمر الأول للزكاة والضريبة، أن السياسات المالية، سواء على جانب الإيرادات أو النفقات تشكل أحد أهم محركات نمو القطاع غير النفطي، مشيرا إلى أهمية التوازن بين حجم الإيرادات والقدرة على الإنفاق على الأنشطة المستهدفة. وأوضح أن الحكومة تستهدف أن تتسم الإدارة الضريبية بالوضوح والسهولة واستخدام التقنية لرفع كفاءة التحصيل والتكاليف. وبين أن الجهود أثمرت خلال العامين الماضيين عن تحقيق منجزات أهمها توسيع نطاق ضريبة السلع الانتقائية وتحسين تجربة المكلفين وتوسيع نطاق الخاضعين لضريبة القيمة المضافة، وأكثر من 50 اتفاقية لمنع الازدواج الضريبي. وبين أن تطبيق ضريبة القيمة المضافة تم في زمن قياسي، وتجاوزت نسبة الالتزام جميع التقديرات التي وضعت من هيئة الزكاة حيث بلغت 90 % في حين أشارت التقديرات إلى 60 أو 70 %. وأضاف أن الإيرادات المحققة من ضريبة القيمة المضافة بلغت 47 مليار ريال في أول عام من التطبيق، وأحدثت تحولات جوهرية في إدارة الضرائب. وأشار الجدعان إلى أن حكومة المملكة عملت خلال السنوات الماضية على تطوير المالية العامة ومراجعة الأنظمة والتشريعات لمواكبة التغيرات الاقتصادية المحلية والدولية وتحقيق مستهدفات برامج الرؤية وانضباط الصرف وتنظيم الإيرادات ورفع جودة الأداء لتحقيق الاستدامة المالية. وأضاف أن ذلك تطلب تطبيق إصلاحات مالية وهيكلية لتنويع مصادر الدخل، إضافة إلى خطط الحكومة لتنويع القاعدة الاقتصادية لإتاحة فرص أكبر أمام القطاع الخاص للاستثمار وخلق الوظائف. وأشار إلى أن البيان التمهيدي لميزانية الدولة للعام 2020 أظهر توجهات السياسة المالية والتي تعمل على تحقيق التوازن بين أهداف النمو الاقتصادي واستمرار الحفاظ على الاستدامة المالية من خلال إطار مالي واقتصادي متسق والتركيز على كفاءة الإنفاق. وأكد استمرار الإنفاق على البرامج المحفزة والمساندة والممكنة للقطاع الخاص، وتنمية الإيرادات العامة والحد من تذبذب التدفقات النقدية. وكانت أعمال مؤتمر الزكاة والضريبة الذي تنظمه الهيئة العامة للزكاة والدخل قد انطلقت أمس بحضور مفوضي ورؤساء جهات ضريبية دولية، وممثلي وزارات حكومية والمهتمين في مجالات الزكاة والضريبة من محاسبين ومديرين ماليين ومتخصصين في ضريبة القيمة المضافة والأكاديميين والجهات التنظيمية والتشريعية ذات العلاقة من داخل المملكة وخارجها وذلك في فندق الريتز كارلتون بالرياض. ويهدف المؤتمر لاستعراض أهم التحديات التي تواجه القطاع الاقتصادي زكوياً وضريبياً، ومعرفة التشريعات المتعلقة بالأنظمة الزكوية والضريبية في المملكة وخارجها، وأفضل الممارسات العالمية المطبقة لتطوير القطاع الضريبي بشكل كامل، والتعريف بدور الزكاة في التكاتف الاجتماعي ودورها دينيًا واجتماعيًا.