من أجمل الثمرات الأطفال يأتون يخطفون قلوبنا؛ يأتون براعم لينزرع بهم وبنا كل ما هو جميل.. يعيش الطفل بين والديه بهيئته وشخصيته، يفعل أمورًا قد لا يفعلها الآخرون، وقد لا يفعل أمورًا يفعلها الآخرون. تبدأ الأسئلة المزعجة للوالدين: طفلك لم يبدأ في الحبو؟ لماذا لم يمشِ؟ لِمَ لم يتكلم؟ لِمَ لم يتحرك؟ هكذا لِمَ هو هادئ؟ ولِمَ ولِمَ؟ هناك عالم المقارنات الذي اجتاز منازلنا مدمرًا نفسيات أطفالنا. عالم الأطفال يملأه كثير من الغرابة والألغاز. ليس كل طفل عليه أن يشبه الآخر، وليس من الضروري أن يبدآن في أي خطوة في آن واحد. فهناك أخوة لا يشبه بعضهم بعضًا في تصرفاتهم ولا حركاتهم، فكيف بأطفال الآخرين؟ وهناك فرق بين النصيحة والتطفل، فهما كفتان ولكن ليس في ميزان واحد.. احترموا مشاعر الآخرين، ولا يكون الاستنقاص من خصالكم، خصوصًا أن هناك أطفالًا بهم صعوبة في التعلم، وصعوبة في ممارسة حياتهم الطبيعية. كل ما يحتاجه الطفل ظِل والديه وتشجيعهما له لا الاستهزاء به. أكثر الاختلافات يكون في النواحي العقلية والجسمية، واختلافات من الناحيتين الانفعالية والاجتماعية. ومع الأسف هناك بعض الآباء يقارنون بين أبنائهم، وعلى الأب والأم أن يعلما أنه لن يكتمل إنسان في كل الأشياء، فإن زاد وارتفع في شيء، فينتظر أنه يقل في شيء آخر. إذن لا داعي للمقارنات الهدامة التي تخرج من صاحبها دون التفكير في آثارها. لا تصغوا لأحد، كونوا واثقين بأنفسكم وأطفالكم، فكل طفل يملك بحرًا في داخله من ألوان وأشكال، كل طفل في العالم جميل، سواء أكان من الاحتياجات الخاصة، أم متلازمة داون، أم طفلًا عاديًا.. هم رقائق يحرم كسرهم، هم لآلئ ونجوم في سماء حياتنا مهما كانوا.