أكد الفريق أول الركن فياض بن حامد الرويلي رئيس هيئة الأركان للقوات المسلحة أن العالم يمر بسباق شرس، وتنافسية محتدمة على امتلاك التقنيات الحديثة، ابتكارًا واقتناءً وتوطيناً، تحقيقا للمصالح الوطنية والتفوق العسكري، بحماية الأمن، وبناء قدرات دفاعية وردع وتحديد للنفوذ والمكانة. وقال أثناء مشاركته أمس في افتتاح معرض ومؤتمر البحرين الدولي للدفاع: إنه أصبح من الواضح تأثير التكنولوجيا العسكرية بالعمليات العسكرية في النزاعات الإقليمية والدولية، وكذلك استخدامها بنمط الهجمات الإرهابية للتنظيمات الإرهابية والجماعات المسلحة والهجمات الإلكترونية والسيبرانية، وما يمكن أن تحدثه هذه الطفرة التقنية من آثار جسيمة على الدول والشعوب والاقتصاديات باستخدامها خارج إطار القانون الدولي وقانون النزاع المسلّح وكذلك الاتفاقيات والمعاهدات الدولية المنظمة لذلك. وأفاد الفريق الرويلي أن التطورات التكنولوجية السريعة في صناعة الأسلحة والمعدات العسكرية والبرمجيات الإلكترونية وكذلك الذكاء الاصطناعي والتطور الفضائي، ألقت بمخاوف كبيرة من استخدامات هذه الثورة العلمية، ووضع العالم أجمع أمام تحدٍ وتهديد حقيقي يمس الأمن الجماعي وكذلك الأمن والسلم الدوليين في ظل وجود أنظمة ثورية وتوسعية تنشر الفوضى وتمارس الإرهاب العابر للحدود وتدعم التنظيمات الإرهابية بالقدرات النوعية لتحقيق الهيمنة وزرع الطائفية والعنصرية وإذكاء الصراعات المسلحة. وأضاف: "لا يخفى عليكم جميعاً أن منطقة الشرق الأوسط تمثل نقطة ساخنة من العالم، بوجود صراعات إقليمية واختلاف لموازين القوى ووجود سباق تسلح، مع وجود تنظيمات إرهابية تهدد الأمن الإقليمي والدولي، ما يحتم على المجتمع الدولي المسؤولية لمنع ووقف حصول هذه الأنظمة على التقنيات والأسلحة المتطورة، ووضع المسؤولية القانونية على الدول المارقة ذات النهج الثوري والتوسعي بدعمها للتنظيمات الإرهابية بتكنولوجيا متطورة ومتقدمة. وتابع: يمثل التعاون المشترك والوثيق بين الدول الراعية للإرهاب والتنظيمات الإرهابية التهديد الأبرز للأمن الإقليمي والدولي، حيث تقوم هذه الأنظمة بتزويد التنظيمات الإرهابية بالتقنيات المتقدمة والأسلحة النوعية واستخدامها دون أي التزام قانوني أو أخلاقي، كما أن نقل المعرفة التقنية من هذه الدول والأنظمة للعناصر الإرهابية يشكل تهديدا مستقبليا بانتقال هذه التقنيات إلى التنظيمات الإرهابية والجماعات المسلحة دولياً والتي تتشارك بثوابت رئيسة ألا وهي الأيديولوجية، المصالح، الوجود. وبين الفريق الرويلي أنه ضمن عمليات عاصفة الحزم وإعادة الأمل لإعادة الحكومة اليمنية الشرعية واجه التحالف هذا التحدي والتهديد بحصول الميليشيا الحوثية الإرهابية على قدرات نوعية لتكون أول تنظيم إرهابي يحصل على قدرات الصواريخ الباليستية والطائرات من دون طيار والزوارق السريعة المفخخة، وكذلك صواريخ كروز، ويعد التزام التحالف بتحييد وتدمير هذه القدرات النوعية ضمن التزامه مع المجتمع الدولي لمحاربة التنظيمات الإرهابية وضمان عدم حصول هذه التنظيمات على هذه التقنيات والتكنولوجيا المتطورة. وزاد: أن كثيراً من الدول سخرت جهودها لمواكبة الثورة التقنية والمعلوماتية قدر الإمكان، من خلال عمل المؤسسات الوطنية الحديثة بتقييم التهديدات الداخلية والخارجية، ووضع المتطلبات العملياتية لبناء القوة، ومن ثم امتلاك واقتناء هذه القدرات وتموضعها مكانياً ضمن مفاهيم عملياتية للاستخدام الأمثل وبما يتوافق وينسجم مع المصلحة الوطنية والاستراتيجيات الوطنية والدفاعية، حيث تمارس الدول سيادتها وكامل حقها بامتلاك التكنولوجيا العسكرية والحديثة لضمان أمنها الوطني واستقرار اقتصادها ورفاهية مواطنيها، وخصوصاً مع متغيرات المصالح الدولية والمعطيات الجيوسياسية. وكان المشير الركن الشيخ خليفة بن أحمد آل خليفة القائد العام لقوة دفاع البحرين قد أطلق فعاليات مؤتمر "التكنولوجيا العسكرية في الشرق الأوسط" أمس بفندق الفورسيزيون بالمنامة بحضور، سمو اللواء الركن الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة مستشار الأمن الوطني قائد الحرس الملكي رئيس اللجنة المنظمة العليا لمعرض ومؤتمر البحرين الدولي للدفاع وعدد كبير من المسؤولين.